بحر الحياة خضم ثائر الحمم
أبحرت فيه بلا خوف ولا سأم
أهيم في البحر والأمواج تلطمني
أصارع الموج بالأخلاق والقيـم
أغوص في البحر والحيتان ترقبني
فأتقيهــــا بتقوى خالق الأمم
أنا اللبيب إذا مـــا انتابني قلق
ذكرت ربي والأذكار من شيمي
إذا أصبت بضراء صبرت لها
وإن يسرا فإني شــاكر النعم
لم أخشى يومـا من الدنيا مولية
و ما فرحت بها فالحــال للعدم
ما كنت والوغد إذ أبدى مساوئه
إلا كما البدر للســارين في الظلم
عرضي عفيف عن الأدناس أحفظه
لا يؤمن الذئب كي يرعى مع الغنم
أكف شري فلا أوذي به أحــدا
والخير أزجيه في قولي وفي قلمي
أضاحك الصحب مسرورا برؤيتهم
لا حبذا كل خل غيــر مبتسـم
و ليس من خلقي قهر اليتيم و لا
نهر الضعيف ولا التشكيك في الذمم
ولست أرجو سوى الرحمن مسألة
و لن أمد يدي يومــا و لا قدمي
وإن أتاني من يرجو مســاعدتي
أعطيه دونمـــا من ولا نــدم
إني لأرجو من الغفار مغفرة
أنجو بها في مقام حــالك الظلم
لا أبغض الناس إلا عند معصية
فإن تولت توارى البغض للعـدم
إذا سمعت حديثا من رويبضة
أظهرت أني مصاب الأذن بالصمم
ولست أصغى لنمام هوايته
قطع الصلات وتفريق لذي الرحم
أما الحسود فإني لا أجالسه
شر العباد خبيث النفس والشيم
أوفي بوعدي صديقي لست أخلفه
ولست أنقض عهدا خط بالقلـم
السر عندي في بئر معطلة
إن أودعونيه لم أظهره فوق فمي
الصبر راحلتي والحلم منسأتي
نهلت من ساحل المعروف والكرم
أعاهد العلم عمري غير منشغل
بما وراءك يا دنيـــا من النعم
المجد تطلبه نفسي فتبلغه
ولست أرضى سوى التحليق في القمم