AL AMIRA
عدد المساهمات : 3171 عدد المواضيع : 521 الجنس : العمر : 44
خدمات المنتدى الساعة الآن فى مصر: من فضلك: لاتنسى متابعتنا على:
| موضوع: الجسور المعلقة ..!! الأحد 14 نوفمبر 2010 - 13:24 | |
| كانت عيناه متعلقة بشفتيها.. استرق النظر إلى شقيقه.. إنه أيضاً ينتظر أن تبدأ.. - هيّا يا أمي.. أكملي القصة.. "...ومشى أيمن.. ليعبر الجسر.. ثم توقف عند نهايته.. وقطع الحبل". تساءل الصغيران: - لماذا يا أمي قطع الحبل؟ - كي يسقط الجسر.. - ولماذا أراد أن يسقطه؟ - لأنه قرر ألاّ يعود إلى تلك القرية مرة أخرى.. ولذلك أسقط الجسر.. ولذلك أيضاً.. لم يستطع العودة بعد أن اشتاق لقريته..
***
جميلة هي قصص الأطفال.. لأنها تبقى في ذاكرتنا.. وبالكاد تمّحي.. وربما شكّلت جزءاً من أخلاقنا.. وطريقة تفكيرنا في تعاملنا مع الحياة.. كانت تثير فينا فضولاً نتساءل فيه: "ماذا يريد العالم منا بالضبط؟" وماذا عن الجسر المقطوع؟
نام الطفلان..وتوقفت أمهما عن إكمال قصة (أيمن).. ولذلك.. سأحكي لكم قصة أخرى.. "كل شيء كان هادئاً.. أسماء وسميرة تتحدثان.. تضحكان.. يتفرع الكلام.. أوه.. فرع اشتبك مع آخر.. تعلو الأصوات.. تحمل كل واحدة منهن حقيبتها.. وتنصرف في الطريق المعاكس لزميلتها.. قبل انتهاء الدوام.. مرت أسماء على سميرة: - السلام عليكم. أنا ذاهبة الآن.. تتلعثم سميرة.. ولكنها تتجاوب مبتسمة ربما.. وربما متجهمة: - وعليكم السلام.. وداعاً..
***
لقد كانتا قويتين بما فيه الكفاية لأن نثني عليهما.. إذ إنهما لم تتفوّها بما قد يجرحهما في الصميم.. بل انسحبتا بهدوء.. لأن القضية لم تكن على أهمية أن يُقضى عليها بالذبح من الوريد إلى الوريد! وكانت أسماء الأقوى.. وكانت خيراً من سميرة حينما بدأتها بالسلام..
كلنا يغضب.. بعضنا قد يتمالك نفسه.. ذاك صاحب الحظ العظيم الذي يدفع بالتي هي أحسن.. وبعضنا الآخر يعبر عن غضبه بالحركات العصبية.. وبعضنا الآخر يدمر كل شيء.. ينفجرون..يطالبون.. يشجبون.. يستنكرون.. ثم يفرون من الساحة بقلب أسود مليء بـ(الأنانيات).. "الحق لي أنا.. أنا من يجب أن يقدم له الاعتذار..أنا لم أخطئ.. أنا.. وأنا.. و أنا.." من السهل علينا أن نقطع كل الجسور.. وأن نقطع كل العلاقات.. وأن ننهي ماضياً جميلاً حافلاً بالذكريات..
عندما نغضب.. نشتم.. نذكر السلبيات.. نعتبر الإيجابيات رداً لجمائلنا التي قدمناها سلفاً.. ياه.. ما أحدّ سكين الغضب..!! وما أبشع الفوضى التي تخلفها عواصفه..!! ننظر بذهول بعد أن نهدأ..
ما هذا؟ من الذي رمى بالوسادة فوق الدولاب.. والكتاب تحت الأريكة.. والتلفاز.. ما باله يتحدث بالمقلوب؟! عندما نتمكن من إعادة كل شيء إلى مكانه نستطيع أن نتنفس الصعداء.. ولكن..المؤلم.. إذا كنا لا نستطيع إلاّ أن نبني جسراً جديداً للعبور..
***
قد نختلف.. ونفقد أسلوب الحوار.. ونغضب.. ونبدأ بالمعارضة.. أو الانسحاب.. غير أن علينا أن نفرق بين غضبنا وانفعالاتنا.. وبين مصالحنا وعلاقاتنا.. ووعودنا التي قدمناها سابقاً.. إلاّ إذا كانت لنا أهداف أخرى من الغضب الذي قد نتخذه ذريعة لإنهاء إجراء معين.. وهنا يمكننا أن نصف ذلك بالطريقة الدنيئة أو الجبانة!
دمتم بود
| |
|
EMY بنات أحلى صحبة
عدد المساهمات : 120 عدد المواضيع : 135 الجنس : العمر : 39
خدمات المنتدى الساعة الآن فى مصر: من فضلك: لاتنسى متابعتنا على:
| موضوع: رد: الجسور المعلقة ..!! السبت 20 نوفمبر 2010 - 15:50 | |
| مشكورة على القصة أختى الكريمة | |
|
AL AMIRA
عدد المساهمات : 3171 عدد المواضيع : 521 الجنس : العمر : 44
خدمات المنتدى الساعة الآن فى مصر: من فضلك: لاتنسى متابعتنا على:
| موضوع: رد: الجسور المعلقة ..!! الأربعاء 24 نوفمبر 2010 - 11:52 | |
| | |
|