الرئيس محمد نجيب هو أول رئيس فى العصر الجمهورى لمصر وكعادة فراعنة مصر أن الفرعون الذى يحكم يمحى أسم الفرعون السابق وأمجاده من التاريخ وقد كتب الأستاذ نادر شكري محمد نجيب فى جريدة وطنى (1) عن هذا الموضوع فقال : " مع الاحتفال بثورة يوليو من كل عام يذكر عبد الناصر والسادات دون أن يتذكر شخص أن محمد نجيب كان البطل الحقيقي لثورة يوليو وأول من كتب بيان الثورة وأعطي إشارة التحرك,لم يذكر أحد أن يضع يوما أكليلا من الزهور علي قبره تكريما له.ومن خلال لقاءات مع أسرة الرئيس نجيب التي قصها اللواء حسن محمد سالم نائب مديرإدارة بحوث العمليات بالجيش وابن اخت الرئيس الذي كان شاهد عيان لحياة الرئيس وأيضا الدكتور رفعت يونان الباحث التاريخي الذي قدم رسالة الماجستير الأولي من نوعها عن الرئيس محمد نجيب , وتستعد أسرة الرئيس الآن لإطلاق أول عمل درامي تليفزيوني عنه أعد له السيناريو الصحفي محمد ثروت لإعادة حق هذا الرئيس.
من هو محمد نجيب ؟
أسمه بالكامل محمد نجيب يوسف عباس القشلان , عانى أبوه "يوسف نجيب" اليتم مبكرا فى قرية النحارية ، ونشأ معتمدا على نفسه ليعمل في الزراعة والرعي ، واستطاع بمشقة أن ينتظم في التعليم إلى أن التحق بالمدرسة الحربية وتخرج فيها 1896، ليخدم بالكتيبة "17 مشاه" في السودان، تزوج من "زهرة" ابنة أحد وجهاء أم درمان، فرُزقا عام 1896 بابنهما الأكبر "محمد نجيب" الذي لم يكد يبلغ الثالثة عشرة من عمره حتى مُني بفقد والده يوسف نجيب -الذي ذاق اليتم هو الآخر في نفس السن- وكان محمد وقتها طالبًا بالقسم الداخلي بكلية "غوردون"، التي كانت مدة الدراسة بها 4 سنوات، عانى خلالها من التعالي الذي كان يتعامل به المدرسون الإنجليز مع أهل البلد، ومن ذلك أن "سمبسون" مدرس اللغة الإنجليزية كان يملي عليهم قطعة إملاء جاء فيها: "إن مصر يحكمها البريطانيون"، فتوقف محمد نجيب عن الكتابة، وصرخ في وجهه: عفوا أستاذ.. مصر تحتلها بريطانيا فقط.. لكنها مستقلة داخليًّا وتابعة لتركيا، فثار المدرس الإنجليزي، وقرر معاقبة هذا الطالب المصري/ السوداني بالجلد.. وبالفعل طُبق عليه هذا الحكم العجيب!!
عقب وفاة والده اضطر إلى العمل كموظف صغير براتب شهري 3 جنيهات، ثم قرر دخول المدرسة الحربية. والطريف أنه كان خائفا من قصر قامته سنتيمتر واحد عن الحد المطلوب، وحين أسرّ برغبته لصديقه "إبراهيم عرابي" ابن أحمد عرابي باشا، حاول إبراهيم إثناءه عما ينتوي؛ لأنه يرى أن "الضابط في بلد محتل ليس إلا مقاول أنفار للحفر والردم، ومتابعة أعمال السكك الحديدية"، لكن "نجيب" قَبِل التحدي، وقرر خوض التجربة.
الثائر" يرتحل للقاهرة.. ويصر على حلمه
كان كل ما يمتلكه هو 9 جنيهات ترك منها 6 جنيهات لأمه واحتفظ بالثلاث الباقيات لرحلته، ارتدى الملابس الشعبية السودانية ليتسنى له الركوب في القطار بتخفيض، وبعد رحلة استغرقت 6 أيام وصل إلى القاهرة، لكنه فوجئ بتأخره 11 يوما، وأن الدفعة المطلوبة قد بدأت دراستها بالفعل، فصُدم لذلك صدمة عنيفة، لكنه لم يسلم نفسه لليأس وسعى حتى اتصل بالسلطان حسين كامل وسردار الجيش البريطاني، فاختُبر في لجنة خاصة تحت ظل شجرة كافور، وأُلحق بالمدرسة ليتخرج ويعمل في نفس كتيبة والده "17- مشاه"، وعاد إلى السودان لينتظم في عمله، لكن بعد مرور بضعة أشهر أدرك أن حديث صديقه "إبراهيم عرابي" كان صائبًا، وأنه لا يعدو كونه "مقاول أنفار"؛ ولهذا لم يجد أمامه إلا إكمال دراسته في محاولة لتحسين أوضاعه، وبدأ في المذاكرة مرة أخرى حتى حصل على الكفاءة ثم البكالوريا...
الوطن شغله الأول والحرية أمله الكبير
اهتم محمد نجيب بالوطن وكان شغله الأول، ففي 1919 كان بركان الثورة قد انفجر في القاهرة، فقرر نجيب السفر ليشارك في العمل الوطني، وفي طريقه مر أمامه ضابط إنجليزي، وكانت التقاليد العسكرية تستدعي أن يؤدي له نجيب التحية العسكرية، لكنه لم يفعل، فتوقف الإنجليزي ووبخه طالبا منه تأدية التحية، وأصر نجيب على موقفه ولم يتراجع إلا عندما بادله الإنجليزي التحية العسكرية بمثلها.
وليس أدل على وطنيته من موقفه حين تزعم مجموعة من زملائه الضباط يرتدون زيهم الرسمي متوجهين صوب بيت الأمة، معبرين عن احتجاجهم وسخطهم لنفي سعد زغلول وأقاموا اعتصامًا على سلم بيت الأمة "منزل سعد زغلول".
حاول التخلص من وظيفته بالجيش لتبعيته العمياء لإنجلترا، فدخل مدرسة البوليس لدراسة القانون الإداري واللوائح ليتسلم العمل في أقسام الشرطة بالقاهرة، فأفادته هذه الفترة في التعرف على قاع الحياة فيها، واحتك بطبقاتها المطحونة وشعر بآلامها.. لكن سرعان ما قرر العودة ثانية لصفوف الجيش.
درس من "النحاس" في احترام الحرية
عاد إلى السودان.. لكنه عكف هذه المرة على تأمل علاقة مصر والسودان ببريطانيا، وأصدر كتابًا يرصد فيه أهم مشكلات السودان والخطر الذي يهدد وحدة وادي النيل، وبعد فترة قصيرة نُقل إلى الحرس الملكي، وفي عام 1927 حصل على ليسانس الحقوق، وتزوج للمرة الأولى.. وهو نفس العام الذي أصدر فيه الملك فؤاد قراره بحل البرلمان -لأن أغلبية أعضائه كانوا من حزب الوفد الذي كان دائم الاصطدام بالملك- فتخفى محمد نجيب في ملابس سودانية، وقفز فوق سطح منزل مصطفى النحاس باشا، وعرض عليه تدخل الجيش لإجبار الملك على احترام رأي الشعب، لكن النحاس رفض ذلك بشدة، وطالب بأن يبتعد الجيش عن الحياة السياسية وضرورة ترك هذا الأمر للأحزاب.
كان درسا هاما تعلم من خلاله محمد نجيب الكثير حول ضرورة فصل السلطات واحترام الحياة النيابية الديمقراطية، ويبدو أنه الدرس الذي أراد تطبيقه بعد ذلك عام 1954، ولكن الأمور جرت على خلاف ما كان يريد.
نجيب والضباط الأحرار اللقاء الأول
مجلس قيادة الثورة قبل الانقلاب على زعيمه في 1954
منذ اعتلاء فاروق العرش شهدت مصر تدخلات كثيرة من الإنجليز، وكانت حرب 1948 وما حدث للجيوش العربية فيها هو القشة التي قصمت ظهر البعير؛ فقد رجع بعض الضباط الشباب الذين خاضوا مرارة هذه الهزيمة محمّلين بهاجس قوي يدفعهم نحو ضرورة التغيير، والتقت حماستهم مع حنكة اللواء أركان حرب محمد نجيب، وأخبروه بما ينوونه، وأعلن الرجل موافقته وإيمانه بالفكرة.
ولم يكن نجيب آنذاك نكرة بل كان بالفعل علما عسكريا فقد حصل على نجمة فؤاد الأول مرتين لبسالته، كما حارب في فلسطين 1948 ونال شرف الإصابة فيها 3 مرات، وحصل على رتبة فريق.
بالإضافة لذلك كانت للرجل مكانة علمية مرموقة فهو مؤلف لعدة كتب قيمة، وكذلك حصل عام 1929 على دكتوراه في الاقتصاد.
وكان أول اختبار حقيقي لشعبية الرجل داخل الجيش هو انتخابات نادي الضباط التي فازت فيها قائمة الضباط الأحرار بقيادة نجيب بـ 95 % من الأصوات في مواجهة قائمة القصر، حينها أدرك الملك الشعبية الطاغية لنجيب وسط الضباط، فرشحه وزيرا للحربية قبيل الثورة بأيام؛ في محاولة لامتصاص غضب الضباط، لكن يبدو أنها محاولة تأخرت كثيرا حيث لم يتبق على الثورة إلا إعلانها وهو ما تم بالفعل في صباح 23 يوليو 1952 حيث حاصرت قوات الجيش قصر عابدين، ولم تكد تمر أيام حتى أجبروا "فاروق" على مغادرة مصر، والتفت الجموع حول محمد نجيب الذي أعلن أن الجيش سيؤدي ما عليه، ويرجع ثانية للثكنات، تاركا الحكم لأولي الأمر.
نجيب: مهمة الجيش انتهت وليحكم الشعب نفسه
وكانت روح الحرية التي حملتها هذه البيانات هي السبب فيما تعرض له؛ فقد تصادمت هذه النظرة الراقية للثورة مع طموحات الضباط الشباب الذين وجدوا أنفسهم يحكمون مصر بين عشية وضحاها، وما جاءوا إلا ليبقوا، وجاء الأمر أسهل مما تصوروا، فالانقلاب الذي جاء لتصحيح الأوضاع والرجوع للثكنات تحول في لحظة إلى ثورة 23 يوليو المجيدة (!) ومنذ هذه اللحظة بدأت الشباك تُنصب حول محمد نجيب وحول الديمقراطية بشكل عام، وبدأ رجل قوي آخر يخرج من الظل الذي ارتاده لحاجة في نفسه، وكان هذا الرجل هو جمال عبد الناصر الذي شرع في التخلص ممن ظن أنهم يمثلون خطرا عليه، وأولهم محمد نجيب، فبدأ أولا في تدبير أزمة مارس 1954 ثم حانت الساعة الفاصلة في نوفمبر 1954 عندما فوجئ الرئيس وهو يدخل قصر عابدين بضباط البوليس الحربي، وإذا بهم يقتادونه إلى فيلا قديمة في ضاحية المرج أقصى شرق القاهرة، على وعد بأن يعود بعد أيام، ولكنه ظل حبيس هذه الفيلا حتى عام 1982، إلى أن نقلوه إلى شقة أكثر ضعة لحين وفاته عام 1984.
وظل عبد الناصر قائما بأعمال الرئيس إلى أن تم انتخابه في يونيو 1956 رئيساً منتخباً لجمهورية مصر العربية بعد حصوله في استفتاء شعبي على نسبة 99,8% (!!!) من مجموع الأصوات.
القطط والكلاب أوفى من البشر أحيانا؟!
لم يجد أول رئيس جمهورية مصري من سلوى إلا تربية القطط والكلاب.. طيلة 30 عاما هي فترة إقامته الجبرية في منزل بعيد بضاحية المرج، مُنع من مقابلة أحد حتى إنه ظل لسنوات عديدة يغسل ملابسه بنفسه، حتى سمح له جنوده "ضباط الثورة" بخادم عجوز يرعاه، ولم يقفوا معه عند هذا الحد بل تفننوا في إيلامه وتعذيبه ، وانسحب ذلك على أسرته أيضًا وتلك مأساة أخرى، فابنه الأكبر "فاروق" اتهم بمعاداة النظام بعد أن افتعل معه أحد أفراد الشرطة مشاجرة وزج به في السجن ليتعرض لأقسى ألوان التعذيب النفسي والجسدي ثم يخرج ليموت كمدا وقهرا.
والابن الأوسط "علي" الذي كان يكمل دراسته بألمانيا، ويقوم بنشاط هام في الدفاع عن القضية العربية وعن مصر ضد من يهاجمونها، اتُّهم من قبل أصدقاء والده القدامى الذين لم يعجبهم أمره بأنه يريد أن يعيد صورة والده إلى الأضواء، وقُتل في بلاد الغربة وأحضروا جثته، ومُنع الأب رغم توسلاته من شهود دفن ابنه أو الصلاة عليه، ولم يتبق له من الدنيا سوى ابنه الأصغر يوسف الذي تعثر في دراسته، وحصل على شهادة متوسطة ثم التحق للعمل بالحكومة، وتم فصله بقرار رئاسي (!!) ولم يجد أمامه إلا أن يعمل سائقا للتاكسي.
رحل الرجل في صمت في أوائل الثمانينيات بهدوء شائن لكل الأطراف ليترك لنا كتابه "كنت رئيسا لمصر" الذي حكى فيه مذكراته دون أن يسب أحدا أو ينال من أحد حتى أعنف ظالميه، وليترك علامات تعجب حول معاني الوفاء والغدر، وسؤال كبير لا يزال يطرق أذهاننا: ألا يصلح الطيبون للسياسة في أوطاننا؟
في آخر سطور كلمته للتاريخ يقول: «والآن لم يعد عندي حديث، ولم يعد عندي ما يقال ولم يعد عندي إلا رجاء وهو أن أدفن في السودان بجوار أبي وخالي هناك»
******************************
المصــــادر:
الوثائق الخاصة بالرئيس محمد نجيب - عادل حمودة
كنت رئيسا لمصر – محمد نجيب سيرة ذاتية
عدد من المجلات والجرائد المصرية.
ولد محمد نجيب بمدينة الخرطوم بالسودان في19فبراير عام 1901حيث كان والده ضابطا بالجيش المصري بالسودان وهو اليوزباشي يوسف نجيب ذو الجنسية المصرية ووالدته السيدة زهرة مصرية الجنسية وليست سودانية كما يدرس في كتب التاريخ فهي ابنة الأميرالاي محمد بك عثمان من المحلة الكبري وكان ضابطا بالجيش المصري بالسودان , وعندما قامت الثورة المهدية بالسودان طلب منه الانسحاب ولكنه رفض وعندما انتصرت الثورة المهدية قام برفع راية بيضاء علي منزل محمد بك عثمان حتي لا يقترب إليه أحد تقديرا لشجاعته وبالفعل هاجم الثوار كل المنازل عدا منزله.
كان اليوزباشي يوسف نجيب متزوجا من سيدة سودانية قبل الزواج من السيدة زهرة-وأنجب منها ابنا وحيدا سمي عباس توفي في سن مبكرة,ثم تزوج السيدة زهرة وأنجب ثلاثة أولاد وست فتيات وهم اللواء محمد نجيب واللواء علي الذي كان قائدا لقسم القاهرة ليلة23يوليو وقبض عليه ضمن كبار ضابط الجيش ثم عين بعد نجاح الثورة سفيرا لمصر في سورية قبل إحالته علي المعاش عام1954والابن الثالث هو الدكتور محمود الأستاذ بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة آنذاك,أما الشقيقات فهندولت,ذكية,سنية,حميدة,نعمات,نجيةوتوفي والده وهو في الثالثة عشر من عمره,ثم التحق بكلية غوردون بالخرطوم في عام1913.
ويذكر أنه أثناء الدراسة بكلية غوردون تعرض محمد نجيب للجلد ثلاث مرات عندما أملي عليهم مدرس اللغة الإنجليزية قطعة إملاء قال فيها إن مصر يحكمها البريطانيون , فتوقف محمد نجيب عن الكتابة وصرخ في وجهه:عفوا سيدي : مصر تحتلها بريطانيا فقط ولكنها مستقلة داخليا وتابعة لتركيا فتم جلده فكان متأثرا بكتابات مصطفي كامل ضد الإنجليز وبعد التخرج لم يسمحوا له بمزاولة مهنة التدريس لميوله الوطنية وكرهه للاستعمار فعمل موظفا صغيرا علي آلة كاتبة براتب ضئيل شهري وجنيهين و30مليما معاشا شهريا ثم قرر نجيب دخول المدرسة الحربية,وحين صرح برغبته لصديقه إبراهيم عرابي ابن أحمد عرابي باشا,قال له إن الضابط في بلد محتل ليس إلا مقاول أنفار للحفر والردم ومتابعة أعمال السكك الحديدية.
تم استدعاؤه لكشف الهيئة ولكن لم يقبل لقصر قامته سنتيمتر واحد فظل يتظلم بحماس,وعند دخوله الفرقة الخامسة لم يمكث فيها سوي24ساعة حيث كانت معلوماته تؤهله للانتقال فورا إلي الغرفة الرابعة وبعد شهرين دخل امتحانا فكان ترتيبه الأول بفارق107درجات عن الثاني,ثم التحق بالجيش فتخرج ضابطا وبدأ في المذاكرة مرة أخري حتي حصل علي الكفاءة ثم البكالوريا,ثم حصل علي ليسانس الحقوق في مايو1927 م ثم حصل علي دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي,ويذكر أنه عندما كان جالسا في امتحان الاقتصاد السياسي عام1929كان نجيب الهلالي يجلس بجواره وتعرف عليه ولكنه لم يتصور أنه سيكون رئيسا للحكومة يوم ثورة23يوليو والتي كان عليه إسقاطها.
سافر محمد نجيب من الخرطوم للقاهرة لمساندة ثورة1919وكان يري أن الجيش لا يمكن أن ينفصل عن الشعب,وبعد انتقال محمد نجيب للقاهرة أرسل لإحضار العائلة من السودان,ثم تزوج محمد نجيب عام1927 وهو ملازم أول من السيدة زينب أحمد وأخذ شقة بعمارة رقم24 بشارع المنيل وأنجب منها طفلين وتوفيا,ثم تزوج من سيدة أخري تدعي عائشة لبيب من عائلة كبيرة وأنجب منها ثلاثة أولاد هم فاروق وتم تعديل اسمه بعد الثورة إلي صلاح,وعلي ويوسف وكانوا يقيمون بفيلا بحدائق القبة قبل الانتقال إلي حلمية الزيتون.
ويرو اللواء حسن سالم أن محمد نجيب قبل1948عمل مأمورا لقسم شرطة مصر القديمة بعد الاستغناء عن عدد من الضباط ولكن مع بداية حرب فلسطين عاد اللواء نجيب وكان الضابط الوحيد برتبة عميد وكان يقود لواءين من القوات لكفاءته وكان يتقدم دائما الصفوف الأمامية بشجاعة وعاد لمصر ليعالج وهذه هي الإصابة السابعة لنجيب طوال حياته في المعارك الحربية.
وبعد ذلك تم اختيار محمد نجيب ليكون قائد تنظيم الضابط الأحرار لخبرته وكفاءته وبالفعل استطاع أن يقود حركة التغيير, وكان محمد نجيب لواء أركان حرب فى الجيش المصرى
أصبح محمد نجيب قائد عام الجيش المصرى وكان محمد نجيب السبب الأول والأساسي في نجاح الثورة
وفي الساعة السابعة والنصف صباح23يوليو1952 موقد كان أول بيان لحركة يوليو يذاع باسم محمد نجيب وقد أعلن فيه " قيام الجيش المصرى بحركة سلمية لصالح الوطن " ولم يكن المواطن المصرى العادى يفهم ما هية هذه الحركة وقد قامت حركة الضباط فى الإستيلاء على مرافق البلاد الهامة والحيوية
** ثم أعقب ذلك أستقالة وزارة الهلالى , وكلف على ماهر بتأليف الوزارة وإختيار أعضاء وزارته .
** وفى 24/7/1952 م وافق الملك فاروق على مطالب الجيش فقام اللواء محمد نجيب بالأعلان أن الجيش سيظل مشرفاً على المرافق العامة حتى تحقق حركة الضباط الأحرار ما تهدف إليه وتم أيضاً إلغاء مصيف الحكومة بالأسكندرية
** فى 25/7/1952م قام اللواء محمد نجيب بالسفر إلى الأسكندرية والأجتماع بقيادة الأسطول المصرى الذى قام بتأييد الجيش فى حركته
** فى 26/7/1952م وجه محمد نجيب أنذاراً إلى الملك فاروق بالتنازل عن العرش ومغادرة البلاد , وقامت قوات الجيش بمحاصرة القصور الملكية فى الأسكندرية : رأس التين والمنتزة .. وفى القاهرة : عابدين والقبة
وقام الملك فاروق بالتنازل عن العرش وتوقيع الوثيقة الخاصة بذلك ومغادرة البلاد فى الساعة السادسة , وعند تنازل الملك فاروق عن العرش تولى مجلس الوزراء سلطات الملك مجلس الوزراء لحين تعيين مجلس وصاية على الملك الجديد.
** وفى 27 /7/1952 م أقسم الوزراء اليمين الدستورية أمام مجلس الوزراء , ثم قام على ماهر بالأجتماع مع رؤساء الأحزاب .
** وفى 28/7/1952 م عاد الضباط الحرار والحكومة إلى القاهرة وتم الأفراج عن بعض الضباط الذين قبض عليهم أثناء الثورة .
وانحاز محمد نجيب منذ بداية الحركة إلي جانب الديموقراطية والحرية واحترام الدستور ولكنه وجد أنه بذلك يسير ضد اتجاه معظم زملائه في القيادة حيث المسيرة في غير الاتجاه السليم وأن ضحايا الثورة في تزايد مستمر وأن حكم مصر يتجه إلي دكتاتورية الفكر والرأي وأن القرار السياسي من هذا المنطلق لن يتناسب مع الأحداث ولن يكون حاسما وتلك كارثة,فتحمل مالا يحتمله بشر من أجل المبادئ حتي تمكنوا من إزاحته...فقال له عبد الحكيم عامر ومعه حسن إبراهيم في خجل إن مجلس قيادة الثورة قرر إعفاءكم من منصب رئيس الجمهورية وأخبره عبد الحكيم عامر أن اقامته في-المرج باستراحة السيدة زينب الوكيل-لن تزيد علي بضعة أيام ويعود بعدها إلي بيته ولكن إقامته بالمرج استمرت حوالي29سنة تقريبا....ولقد حزن محمد نجيب عند دخوله الفيلا في1954/11/14لأول مرة,
خطف الرئيس محمد نجيب
وفي نوفمبر1956خطف من معتقل المرج إلي صعيد مصر وقيل إنه كان من المقرر قتله في حاله دخول الإنجليز القاهرة أثناء العدوان الثلاثي علي مصر وذلك بعد أن سرت إشاعه قوية تقول إن إنجلترا ستسقط بعض جنود المظلات علي فيلا زينب الوكيلفي المرج لاختطاف اللواء نجيب وإعادة فرضه رئيسا للجمهورية من جديد بدلا من الرئيس جمال عبد الناصر فانتهز ركوبه السيارة في رحلة العودة فقام بكتابة ورقة استغاثة وقام بإلقائها من السيارة يؤكد فيها اختطافه.
ثورة أم عورة
ويضيف أيضا الرئيس نجيب:
لقد قمنا بثورة....فإذا بهم يحولونها إلي عورة!
قمنا من أجل الناس...فإذا بهم يعملون من أجل أنفسهم , قمنا من أجل رفع مستوي المعيشة , فإذا بهم يعملون علي خفض مستوي كرامة البشر.
ونعود لمأساة أبناء محمد نجيب كما قال الدكتور رفعت يونان من خلال وثائق محمد نجيب الخاصة-إن ابنه فاروق أرسله والده قبل الثورة للتعليم في ألمانيا ولكنه فشل وعندما كبر-وكان والده في المرج-تم القبض عليه واتهموه بالاعتداء علي النظام وظل ستة شهور بسجن طره ثم خرج مصابا بالقلب,أما الابن الأوسط علي كان يدرس في ألمانيا وكان متفوقا في جامعة هانوفر وكان دائم الدفاع عن مصر ومهاجمة إسرائيل وفي ذات يوم قام بحرق العلم الإسرائيلي , وبعد أيام تم قتله في أحد شوارع ألمانيا,أما الابن الأصغر يوسف فقد أصيب في صغره عندما سقط من سطح فيلا حدائق القبة مما الحق ضعفا في الرأس والتركيز وتم فصله من العمل.
وينتهي الرئيس بأنه دفع ثمن هذه الكلمة الخالدة الديموقراطية.
رحل محمد نجيب عام1984بهدوء ليترك لنا كتابه كنت رئيسا لمصرليترك علامات تعجب حول معاني الوفاء والغدرفيما بعد عهد الثورة
الثــــــــورة
1371هـ / 1952م
فى 23 يوليو 1952م قامت مجموعة من الضباط الاحرار بالثورة على الحكم الملكى وكانوا يروجون أنهم يهدفون إلى القضاء على الفساد الذى استشرى فى اجهزة الحكم فى ظل عهد الملك فاروق الاول ..
وأجبرت الثورة الملك فاروق على التنازل عن العرش لابنه احمد فؤاد الثانى الطفل احمد فؤاد الثانى وفى 26 يوليو 1952 فى قصر التين بالاسكندرية وقع الملك فاروق وثيقة التنازل عن العرش لابنه .
وتم تشكيل مجلسس للوصاية على العرش ولكن دور مجلس الوصايه كان مهملاً وضعيفاً ولم يكن له اى اختصاصات وكان الدور الفعلى لمجلس الوزراء والذى كان برأسه منذ قيام الثورة على باشا ماهر
وفى 9 سبتمبر 1952م تولى رئاسه مجلس الوزراء اللواء محمد نجيب بالاضافة الى منصبه كقائد عام للجيش الذى تولاه منذ قيام الثوره واضاف محمد نجيب فيما بعد الى هذين المنصبين منصب رئيس مجلس قيادة الثوره عند تكوينه فى وقت لاحق .
وفى 26 يوليو وقع الملك فاروق وثيقة التنازل عن العرش .. وقد قاد جمال عبد الناصر (باجماع الاراء) الثورة وحدد ساعه الصفر وساعده مجموعة من زملائه وكان لكل دوره فى انجاح الثورة , واختارت الثورة اللواء محمد نجيب صاحب الشعبية الكبيرة قائدا عاما للجيش الذى تولاه عند قيام الثورة