القصة الكاملة لـ(قتيل ضباط الشرطة) بالشيخ زايد
قررت نيابة حوادث جنوب الجيزة، أمس، حبس النقيب هانى محمد يسرى، والملازم أول
خالد ممدوح، ضابطين بإدارة شرطة النجدة بأكتوبر، 4 أيام على ذمة
التحقيقات، ووجهت لهما النيابة تهمة القتل العمد والشروع فى القتل، فى
واقعة قتل معتز أنور سليمان نايف 24 عاما، حاصل على بكالوريوس إدارة أعمال
بمعهد الثقافة والعلوم بجامعة أكتوبر.
كما قررت النيابة إحالة الضابطين إلى الطب الشرعى لأخذ عينات بول لبيان
ما إذا كانا يتعاطيان مواد مخدرة من عدمه، وتحفظت النيابة على طبنجة ماركة
CZ كومبكت عيار 9 مم، بداخلها طلقات نارية من ذات العيار مدون عليها أرقام
396263 A ملك المتهم الأول، وطبنجة نفس الموديل مدون عليها رقم 399312 A
ملك المتهم الثانى، واستدعاء طبيب بمستشفى الشيخ زايد التخصصى، لتوقيع
الكشف الطبى على المجنى عليه.
وكشفت تحقيقات النيابة التى باشرها عبدالحميد الجرف ومحمد الطماوى، وكيلا
أول النيابة وهانى عبدالتواب رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة، بإشراف
المستشار مجاهد على مجاهد المحامى العام الأول، عن وصول المجنى عليه
المستشفى جثة هامدة، وحاول الضباط تهديد أطباء المستشفى لتغيير الحقيقة،
وإثبات أنه كان على قيد الحياة عند وصوله المستشفى، ورفض الأطباء ذلك، فى
الوقت الذى شددت فيه أجهزة الأمن بالجيزة تواجدها الأمنى حول قسم الشيخ
زايد، تحسبا لانفعال أهل الفقيد.
«الشروق» التقت ببعض زملاء القتيل، الذين توافدوا على العقار الذى كان
يقيم فيه، حيث أعرب الجميع عن استيائهم من تصرف ضابطى الشرطة، مؤكدين أن
المجنى عليه من شباب اللجان الشعبية، وأنه لم يكن يتناول المخدرات، كما قيل
وأشيع.
من جانب آخر، انتقل لمكان أسرة المجنى عليه عدد من أعضاء اللجان الشعبية،
والعميد مجدى عبدالعال رئيس قطاع مباحث أكتوبر، واللواء اشرف رأفت مساعد
مدير أمن الجيزة، لتهدئة الغاضبين.
وقد استمعت النيابة إلى شهود الواقعة، حيث قال مدحت أحمد إسماعيل، 20 عاما
طالب بالفرقة الثانية بمعهد الثقافة والعلوم بأكتوبر، فى تحقيقات
النيابة، إن صديقه المجنى عليه، توقف بجوار سوبر ماركت لشراء بعض
احتياجاته، وبعد خروجه من السوبر ماركت، وأثناء قيادة سيارته، اصطدمت
سيارته بسيارة الشرطة، فنزل المجنى عليه ليفحص سيارته، ولكنه فوجئ بقيام
الضابط المتهم الأول بالتعدى عليه بالسب والشتم، فقام المجنى عليه بالتعدى
على الضابط بالسب والشتم أيضا، ورغم فض المشادة الكلامية، استمر الضابط فى
توجيه السباب للمجنى عليه.
كد إسماعيل، صديق المجنى عليه فى تحقيقات النيابة، إنه بعد أن فقد صديقه
المجنى عليه وعيه، أدى ذلك إلى اختلال عجلة القيادة وصعدت السيارة إلى
الجزيرة الوسطى، واقتحمت الطريق المقابل واصطدمت بالرصيف، وعقب ذلك خرجوا
من السيارة ولاذوا بالفرار إلى المنطقة الصحراوية، وتركوا المجنى عليه داخل
السيارة، لكن أحد الضباط طاردهما وتمكن من ضبطهما، وقام أحد الضباط
بالتعدى عليهما بكعب السلاح النارى، وأثناء توجههما إلى مستشفى الشيخ زايد
التخصصى للاطمئنان على المجنى عليه، شاهدا سيارة الشرطة مشتعلة، وعلما أن
الأهالى قاموا بإشعال النيران بها، مضيفا أنهما علما أن الضباط تركوا
سيارة الشرطة بعد وفاة المجنى عليه. وقال شاهد عيان فى تحقيقات النيابة،
أنه بعد اصطدام السيارة وفرار شخصين منها، فوجئوا بقيام أحد الضباط
بالتوجه إلى السيارة، وقام بإخراج المجنى عليه وأثناء مقاومته للضابط قام
الضابط المتهم بالتعدى عليه بالضرب على رأسه بسلاحه الميرى، حتى فقد الوعى
تماما.
كما استمعت النيابة إلى أقوال النقيب المتهم هانى محمد يسرى عبدالغنى 28
عاما، نقيب شرطة بإدارة شرطة النجدة بأكتوبر، رئيس دورية ليلية من الثامنة
مساء وحتى 8 صباحا، الذى كان يقود السيارة الخاصة بالشرطة أثناء الواقعة،
لعدم وجود سائقين بفرع النجدة، وبصحبته الضابط المتهم خالد ممدوح، الذى
أكد فى أقواله، أنه أثناء مرورهما أمام مبنى الأمن الوطنى باتجاه ميدان
جهينة، وجدوا سيارة بدون لوحات معدنية، وعند محاولة استيقافها، رفض قائدها
الامتثال، فقاما بمطاردة السيارة، وكان فى يد قائدها سيجارة مشتعلة،
يحتمل أن تكون مخدرات، وشخص آخر بجوار السائق فى يده شىء يشتبه أن يكون
سلاحا ناريا.
وأضاف الضابطان فى التحقيقات، أن الشخص المتواجد فى السيارة من الخلف يضع
ورقة على قدميه، ويقوم بلف سجائر تبغ يحتمل أن تكون بها مادة مخدرة،
وحاولوا الهرب حتى دخلوا مدينة الشيخ زايد، وأثناء محاولة استيقافهم أكثر
من مرة اصطدموا بسيارة الشرطة من الخلف، لأن الضابطين قاما بالوقوف أمامهم
حال ضبطهم، وأنهما اضطرا لإطلاق أعيرة نارية تحذيرية فى الهواء، مع النداء
على قائد السيارة بالتوقف.
وأضاف الضابط المتهم، أنه أثناء محاولة نقل المجنى عليه إلى المستشفى
لتلقى الإسعافات اللازمة، منعه الأهالى، وقام أحد المواطنين بأخذ مفتاح
سيارة الشرطة، وعندما جاء ضابط المباحث، تمكنوا من اصطحاب المجنى عليه إلى
المستشفى، وأثناء خروجه من المستشفى، كان الأهالى قد أشعلوا النيران فى
سيارة الشرطة.
وقال الملازم أول خالد ممدوح ضابط بالإدارة «المتهم الثانى»، بأنه عندما
انقلبت السيارة وفر اثنان منها مترجلين إلى المنطقة الصحراوية، وترك
الضابط الأول أمام السيارة، وأثناء القبض عليهما، وبتفتيشهما لم يعثر معهما
على شىء، وتبين إصابة أحدهما بطلق نارى، وعندما توجه إلى السيارة فوجئ
بتجمهر الأهالى.
من جانب آخر قدم أحد الأهالى إلى النيابة مقذوفا فارغا عيار 9 مم، كما
قدم أحد العاملين بالمستشفى اللوحة المعدنية الخاصة بسيارة الشرطة.
اخبارك