الشردقة أخطر حوادث الأطفال
يتعرض الأطفال خلال بداياتهم الأولى للكثير من الحوادث التي قد يكون علاجها وتفادي مخاطرها ومضاعفاتها بسيطاً بالنسبة للبالغين، لكن بالنسبة للأطفال ربما تؤدي إلى مشكلات لا يحمد عقباها.
الطفل معروف بكثرة الحركة وحب وضع الأدوات المحيطة به في فمه لذا تعد «الشردقة» من أخطر الحوادث التي قد يتعرض لها الأطفال والتي تحتاج لإجراء إسعافات خاصة ودقيقة لتجنب أذية الطفل.
وللتعرف على «الشردقة» وما مدى أخطارها وحرص الأهالي على وقاية أطفالهم منها، كان لـ «الصحة أولاً» هذا التحقيق:
متابعة
«منذ أن بدأ طفلي يتحرك ويمسك الأدوات المحيطة به بدأت بمتابعته» هكذا بدأت رهام مبارك حديثها وتابعت: كان موضوع الشردقة التي قد يتعرض لها طفلي تؤرقني، ما جعلني ألازمه أينما ذهب وأحاول قدر الإمكان ألا أترك أي أداة يسهل ابتلاعها قريبة منه، فقد شاهدت حادثة تعرض لها طفل صديقتي أرعبني.
حيث قام بابتلاع قطعة بلاستيكية صغيرة وقد انحشرت في حنجرته مانعة الهواء من الوصول لرئتيه، وقد وقفت أنا وصديقتي حائرتين ماذا نفعل والطفل بدأ لون وجهه يميل للزرقة، ولحسن حظنا أن والد الطفل وصل في الوقت المناسب وقام بوضع الطفل بطريقة معينة وضربه على ظهره حتى خرجت القطعة من فمه ولذا أنا الآن حذرة جداً كيلا أتعرض للموقف نفسه مع طفلي.
موقف صعب
«إنه من أصعب المواقف التي تعرضت لها» بهذه الكلمات استهلت أمل قاسم حديثها عن حادثة الشردقة التي تعرض لها طفلها وتابعت: لقد سمعت شخيراً في غرفة طفلي، وقد كان حينها في الثانية من العمر، فأسرعت إليه وإذ به يضع يده في فمه وقد جحظت عيناه ومال لون وجهه للزرقة، فأدركت مباشرة أن شيئا عالقاً في فمه، قلبته على وجهه وبدأت أضرب على ظهره ولكن دون جدوى. تملكني الرعب وبدأت أبكي ظناً مني أني سأفقد الطفل ولكني تداركت نفسي وحملته مسرعة لعيادة قريبة من المنزل وما ان وصلت حتى أخذه المسعفون مسرعين وبدأوا بعملية إخراج ما في فمه.
وبعد إخراجهم القطعة البلاستيكية التي هي من إحدى ألعابه الخاصة، وضعوا له الأكسجين لكي يساعدوه على التنفس، وأدركت بعد هذه الحادثة أن علي مراعاة أمور كثيرة قد لا تلفت انتباهي لكنها قد تكون خطرة جداً على الأطفال.
ما هي الشردقة؟
وعن الشردقة حدثنا د. هشام الخطيب اختصاصي طب الأطفال قائلا: المقصود بالشردقة هو دخول جسم أجنبي إلى مجرى التنفس، وهي تكثر خلال السنوات الأولى خاصة عند بدء المشي وأكثر الأجسام الأجنبية التي يتناولها الأطفال هي قطع النقود والمكسرات مثل البذر والفستق.
لذلك ينصح بعدم ترك المكسرات بين أيدي الصغار، وما يحدث عادة هو أن الطفل أثناء اللعب يصاب فجأة بشعور الاختناق والغصة نتيجة دخول الجسم الأجنبي مجرى الهواء، وتعتبر هذه الحالة من الحالات الإسعافية المهمة التي يمكن أن تنقذ حياة طفل، إذا كان المسعف متدرباً عليها وهو أن أهم شيء في هذه الحالة هو تأمين وصول الهواء إلى الرئتين.
إسعاف الحالة
وحول طريقة إسعاف الطفل المصاب بالشردقة قال الخطيب: إذا كان الطفل بعدها طبيعياً يبكي ويسعل ويتكلم فلا تقم بأي إجراء ولكن اتصل بالطبيب
أما إذا أصيب الطفل إثرها بالاختناق وأصبح مزرقاً وغير قادر على التنفس، فاتبع الخطوات التالية بدقة:
ابطح الطفل على راحة كفك اليسرى ورأسه متدل للأسفل ثم اصفع ظهره براحة كفك اليمنى، لخمس مرات متتالية بحيث تكون الصفعة بين لوحي كتف الطفل.
وبعد أن تنهي الصفعات الخمس، اقلب الطفل بحيث يصبح وجهه للأعلى، وثبت اصبعين من أصابعك على منتصف عظم القص، وقم بإجراء خمس ضغطات متتالية لصدر الطفل، وهذا يسمى تمسيد القلب، ثم كرر الخطوتين السابقتين، أي صفع الظهر، ثم تمسيد القلب حتى يتم خروج الجسم الأجنبي من فم الطفل ويعود تنفس الطفل طبيعياً.
أما إذا فشلت المحاولات وبقي الطفل فاقد الوعي، عليك القيام بما يلي: ضع الطفل على الأرض وافتح فم الطفل وحاول أن تشاهد الجسم الغريب واستخرجه بإصبعيك ثم قم بإمالة رأس الطفل للخلف قليلا وطبق التنفس الاصطناعي أو الإنعاش القلبي الرئوي للطفل والمقصود بذلك هو تقديم التهوية والتمسيد القلبي للطفل الذي أصيب بتوقف القلب والتنفس حتى يعودان للعمل بشكل طبيعي وعليك اتباع الخطوات التالية بدقة عند قيامك بعملية الإنعاش.
ثم ابطح الطفل على الأرض ووجهه للأعلى واجعل رأس الطفل مائلاً للخلف قليلاً وأطبق فمك على فم الطفل الرضيع، بحيث تحيط شفتاك بفم وانف الطفل بشكل محكم وكامل وابدأ بنفخ الهواء وركز نظرك أثناء النفخ على بطن الطفل ويكون نفخ الهواء أولا لمرتين فقط. بعد ذلك نتابع حسب دخول الهواء إلى الرئتين أو عدم دخوله، وإذا ارتفع بطن الطفل بعد نفخ الهواء فهذا دليل على وصول الهواء إلى الرئتين عندها قم بتحري نبض الطفل.
فإذا كان النبض موجوداً استمر بنفخ الهواء ببطء أي مرة كل ثلاث ثوان واستمر بإنعاش الطفل، طالما أن النبض موجوداً حتى يصل فريق الإسعاف. أما إذا كان النبض متوقفاً، فعليك البدء بتمسيد القلب وذلك بوضع اصبعين من أصابعك على منتصف عظم القص والقيام بخمس ضغطات للقلب وبعد كل خمس حركات تمسيد يجب نفخ الهواء لمرة واحدة وهكذا أي كرر هذه العملية حتى تشعر بأن النبض قد عاد.
أما إذا كان بطن الطفل لا يرتفع عند نفخ الهواء فهذا دليل على عدم وصول الهواء إلى الرئتين عندها قم بإمالة رأس الطفل إلى الخلف قليلا وانفخ الهواء في فم الطفل مرتين ثم ضع الرضيع على راحة يدك واصفع ظهره بخمس صفعات متتالية بين لوحي الكتف ثم اقلبه واجر تمسيد القلب من جديد بخمس ضغطات على منتصف عظم القص ثم افتح فم الطفل وحاول أن تستخرج الجسم الغريب من فم الطفل وكرر عملية نفخ الهواء وتمسيد القلب بمعدل نفخة لكل خمس ضغطات على الصدر حتى يعود القلب للعمل أو يصل الإسعاف.