أهل الفساد في الأرض يبتغون السبل التي تفسد جمال رمضان ، ويروجون السلع السقيمة عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ..
فلماذا لا يتأهبون إلا في رمضان ؟
أيريدون إفساد الدين ؟
كلا ..
لم ولن يستطيعوا –
أيريدون شق وحدة الصف الأمة الإسلامية ؟ كلا ..
لم ولن يستطيعوا حتى وإن أظهروا حبهم ومحاباتهم ، إلا أن سمومهم بدت واضحة ..
أيردون أن يشرحوا لنا قصة حياة خالد بن الوليد ، وحياة الصحابة والتابعين بصور فاضحة ، وأسلوب ساقط ، وروايات ضعيفة ، حتى يثقفوا الناس بثقافة هزيلة ويزرعوا في الناس هذا الأسلوب القصصي السقيم ؟
حياة الصحابي الجليل خالد بن الوليد ، لا تستحق أن تروى من أناس بينهم وبين أبي سليمان أبعد ما بين المشرق والمغرب ..
حياته مسطرة بأيدي العلماء ، ومذكورة بألسنة الدعاة ، والموارد ناصعة ، ومن ابتغى طريقا غير ذلك أورد الكذب والدجل ..
أيريد فئات من البشر أن يجعلوا الإرهاب مصدرا عاما من حلقات التحفيظ ، والمراكز الصيفية ، والهيئات ؟
هل هذا التعميم في الطرح ، يدل على الوعي ، أو يدل على حب وحدة الصف ، أم أنه يدل على الهوى وإفساد عقول البشر ..
نحن جميعا ننكر ما حدث في هذه البلاد من تفجير وتدمير ، وما حصل من قتل للأبرياء ، وكذلك ننكر أسلوب التعميم في الإتهام ، والغلو في وصف المناشط الإسلامية المتزنة ..
ولكن أقول ..
لله الحمد والمنة ، جلست في مجالس للشباب ، ومجالس للشيب ، ومجالس للمثقفين ، كلهم يستنكرون طرق المسلسلات التي تعبر عن ثقافة التجريح للبلاد والشعوب ، وتفسد القلوب ..
الآباء أصبحوا يملكون الوعي يعرفون مالهم وما عليهم ..
الشباب أصبح عندهم قدر جيد من الفهم للأحداث السلبية التي تصيب المجتمع ..
المجتمع بأسره صار الآن يقوم الأحداث ، ويحللها بنظرة واقعية ، بعيدا عن الهزل والقهقهة والفلسفة ..
(( إن الاستفزاز بهذه الطرق في المسلسلات التي تواجه الدين وأهله وعدم الاتزان في المعالجة قد يؤجج العنف، "فحوادث العنف في بعض البلدان الإسلامية يشارك في صناعتها أكثر من طرف ، الطرف المتطرف الذي يحمل السلاح والفكر الهدام ، والطرف الآخر الذي يستفز في القول أو الفعل مما يحرض ويحرك الناس نحو هذه الأشياء ، ورجال الإطفاء لا يطفئون النار بالنار" علينا ألا نستجيب للاستفزاز، وعلينا أن نبحث عن ذرائع بالهدوء والحكمة)) *
أبو نواس الشاعر الماجن كان يستحي من إظهار المعصية في شهر رمضان يقول :
وبقينا في سجون الصوم لهم أسارى
غير أنَّا سنداري فيه ما ليس يدارى
وأمَّا فسَّاق هذا الزمن فإنَّهم لا يجاملون النَّاس ، بل يبدون كلَّ ما لديهم من فسق ومجون بكل جرأة وعدم حياء ..
وما خفي من البرامج الإعلامية في بعض القنوات الفضائية يثير الدهشة والإعجاب ..
ومضة ..
لمن أراد تشويه مقاصد رمضان نقول له : لم ولن تستطيعوا ..
وإن رغمت أنوف – فقل يارب لا ترغم سواها ..
دعاء ..
اللهم عافنا في أسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبدا ما أحييتنا ..
اللهم أعنا على ما تحب وترضى وخذ بناصيتنا للبر والتقوى ..