موسوعة اذكار الرسول عليه افضل الصلاة والسلام
في هديه صلى الله عليه وسلم في الذكر
كان النبي صلى الله عليه
وسلم أكمل الخلق ذكرا لله عز وجل بل كان كلامه كله في ذكر الله وما والاه
وكان أمره ونهيه وتشريعه للأمة ذكرا منه لله وإخباره عن أسماء الرب وصفاته
وأحكامه وأفعاله ووعده ووعيده ذكرا منه له وثناؤه عليه بآلائه وتمجيده
وحمده وتسبيحه ذكرا منه له وسؤاله ودعاؤه إياه ورغبته ورهبته ذكرا منه له
وسكوته وصمته ذكرا منه له بقلبه فكان ذاكرا لله في كل أحيانه وعلى جميع
أحواله وكان ذكره لله يجري مع أنفاسه قائما وقاعدا وعلى جنبه وفي مشيه
وركوبه ومسيره ونزوله وظعنه وإقامته .
وكان إذا استيقظ قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور
[ الذكر عند الاستيقاظ من الليل ]
وقالت
عائشة كان إذا هب من الليل كبر الله عشرا ، وحمد الله عشرا ، وقال سبحان
الله وبحمده عشرا ، سبحان الملك القدوس عشرا ، واستغفر الله عشرا ، وهلل
عشرا ثم قال اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا ، وضيق يوم القيامة عشرا ، ثم
يستفتح الصلاة .
وقالت أيضا : كان إذا استيقظ من الليل قال لا إله
إلا أنت سبحانك اللهم أستغفرك لذنبي ، وأسألك رحمتك اللهم زدني علما ولا
تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ذكرهما أبو
داود .
وأخبر أن من استيقظ من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا
شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير الحمد لله وسبحان الله ولا
إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله [ العلي العظيم ] ثم
قال " اللهم اغفر لي أو دعا بدعاء آخر استجيب له فإن توضأ وصلى ، قبلت
صلاته ذكره البخاري .
وقال ابن عباس عنه صلى الله عليه وسلم ليلة
مبيته عنده إنه لما استيقظ رفع رأسه إلى السماء وقرأ العشر الآيات الخواتيم
من سورة ( آل عمران ) إن في خلق السماوات والأرض . .. إلى آخرها . ثم قال
اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيم
السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ، ووعدك الحق ، وقولك الحق ،
ولقاؤك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والنبيون حق ، ومحمد حق ، والساعة حق ،
اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت
فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي ، لا إله إلا أنت
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وقد قالت عائشة كان إذا
قام من الليل قال ا للهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات
والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون
اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم
ربما قالت كان يفتتح صلاته بذلك .
وكان إذا أوتر ختم وتره بعد فراغه بقوله سبحان الملك القدوس ثلاثا ، ويمد بالثالثة صوته .
[ الذكر عند الخروج من البيت ]
وكان
إذا خرج من بيته يقول بسم الله توكلت على الله ، اللهم إني أعوذ بك أن أضل
أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي حديث صحيح .
وقال
صلى الله عليه وسلم من قال إذا خرج من بيته : بسم الله توكلت على الله ،
ولا حول ولا قوة إلا بالله يقال له هديت وكفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان
حديث حسن .
وقال ابن عباس عنه ليلة مبيته عنده إنه خرج إلى صلاة
الفجر وهو يقول اللهم اجعل في قلبي نورا ، واجعل في لساني نورا ، واجعل في
سمعي نورا ، واجعل في بصري نورا ، واجعل من خلفي نورا ، ومن أمامي نورا ،
واجعل من فوقي نورا ، واجعل من تحتي نورا ، اللهم أعظم لي نورا
وقال
فضيل بن مرزوق ، عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ما خرج رجل من بيته إلى الصلاة فقال : اللهم إني
أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا إليك فإني لم أخرج بطرا ولا أشرا ،
ولا رياء ولا سمعة وإنما خرجت اتقاء سخطك ، وابتغاء مرضاتك أسألك أن
تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت إلا وكل
الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له وأقبل الله عليه بوجهه حتى يقضي صلاته
[ دعاء دخول المسجد]
وذكر
أبو داود عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال أعوذ بالله
العظيم وبوجهه الكريم ، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم فإذا قال ذلك قال
الشيطان حفظ مني سائر اليوم
وقال صلى الله عليه وسلم إذا دخل
أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم افتح لي
أبواب رحمتك فإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك ذكر عنه أنه كان إذا
دخل المسجد صلى على محمد وآله وسلم ثم يقول اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي
أبواب رحمتك ، فإذا خرج صلى على محمد وآله وسلم ثم يقول اللهم اغفر لي
ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك
وكان إذا صلى الصبح جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس يذكر الله عز وجل .
[ أدعية الصباح والمساء ]
وكان يقول إذا أصبح اللهم بك أصبحنا ، وبك أمسينا ، وبك نحيا ، وبك نموت وإليك النشور حديث صحيح .
وكان
يقول أصبحنا وأصبح الملك لله . والحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا
شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير رب أسألك خير ما في هذا
اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده رب أعوذ بك من
الكسل وسوء الكبر رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر وإذا أمسى
قال : أمسينا وأمسى الملك لله . .. إلى آخره . ذكره مسلم .
وقال
له أبو بكر الصديق رضي الله عنه مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت
قال قل اللهم فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة رب كل شيء
ومليكه ومالكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ، ومن شر الشيطان
وشركه وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم قال قلها إذا أصبحت وإذا
أمسيت وإذا أخذت مضجعك حديث صحيح .
وقال صلى الله عليه وسلم ما
من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه
شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات إلا لم يضره شيء
حديث صحيح .
وقال من قال حين يصبح وحين يمسي : رضيت بالله ربا ،
وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ، كان حقا على الله أن يرضيه صححه الترمذي
والحاكم .
وقال من قال حين يصبح وحين يمسي : اللهم إني أصبحت
أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله الذي لا إله إلا
أنت " وأن محمدا عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار وإن قالها مرتين أعتق
الله نصفه من النار وإن قالها ثلاثا ، أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار
وإن قالها أربعا ، أعتقه الله من النار حديث حسن .
وقال من قال
حين يصبح اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك
لك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي ، فقد أدى
شكر ليلته حديث حسن .
وكان يدعو حين يصبح وحين يمسي بهذه الدعوات
اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو
والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي ، وآمن روعاتي ،
اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي ، وعن يميني وعن شمالي ، ومن فوقي ،
وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي صححه الحاكم .
وقال إذا أصبح
أحدكم فليقل أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين اللهم إني أسألك خير هذا
اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهدايته وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده
ثم إذا أمسى ، فليقل مثل ذلك حديث حسن .
وذكر أبو داود عنه أنه
قال لبعض بناته قولي حين تصبحين سبحان الله وبحمده ولا حول ولا قوة إلا
بالله العلي العظيم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أعلم أن الله على كل
شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ، فإنه من قالهن حين يصبح حفظ حتى
يمسي ومن قالهن حين يمسي حفظ حتى يصبح
وقال لرجل من الأنصار :
ألا أعلمك كلاما إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك ؟ قلت بلى يا رسول
الله قال قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ،
وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين
وقهر الرجال قال فقلتهن فأذهب الله همي ، وقضى عني ديني
وكان إذا
أصبح قال أصبحنا على فطرة الإسلام ، وكلمة الإخلاص ودين نبينا محمد صلى
الله عليه وسلم وملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما ، وما كان من المشركين
[ الرسول مرسل إلى نفسه وأمته ]
هكذا
في الحديث ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقد استشكله بعضهم وله
حكم نظائره كقوله في الخطب والتشهد في الصلاة أشهد أن محمدا رسول الله
فإنه صلى الله عليه وسلم مكلف بالإيمان بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى خلقه ووجوب ذلك عليه أعظم من وجوبه على المرسل إليهم فهو نبي إلى نفسه
وإلى الأمة التي هو منهم وهو رسول الله إلى نفسه وإلى أمته .
ويذكر
عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لفاطمة ابنته ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك
به : أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت يا حي ، يا قيوم بك أستغيث فأصلح لي
شأني ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين
ويذكر عنه صلى الله عليه وسلم
أنه قال لرجل شكا إليه إصابة الآفات قل إذا أصبحت بسم الله على نفسي ،
وأهلي ومالي ، فإنه لا يذهب عليك شيء
ويذكر عنه أنه كان إذا أصبح قال اللهم إني أسألك علما نافعا ، ورزقا طيبا ، وعملا متقبلا
ويذكر
عنه صلى الله عليه وسلم إن العبد إذا قال حين يصبح ثلاث مرات اللهم إني
أصبحت منك في نعمة وعافية وستر فأتمم علي نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا
والآخرة وإذا أمسى ، قال ذلك ، كان حقا على الله أن يتم عليه
ويذكر
عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال من قال في كل يوم حين يصبح وحين يمسي :
حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه
الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة
ويذكر عنه صلى الله عليه وسلم
أنه من قال هذه الكلمات في أول نهاره ، لم تصبه مصيبة حتى يمسي ومن
قالها آخر نهاره لم تصبه مصيبة حتى يصبح " اللهم أنت ربي ، لا إله إلا أنت ،
عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لا
حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله
قد أحاط بكل شيء علما ، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ، وشر كل دابة أنت
آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم وقد قيل لأبي الدرداء قد احترق
بيتك فقال ما احترق ولم يكن الله عز وجل ليفعل لكلمات سمعتهن من رسول الله
صلى الله عليه وسلم فذكرها .
وقال سيد الاستغفار أن يقول العبد :
اللهم أنت ربي ، لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما
استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي ، فاغفر لي
إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت من قالها حين يصبح موقنا بها فمات من يومه دخل
الجنة ومن قالها حين يمسي موقنا بها ، فمات من ليلته دخل الجنة
ومن قال حين يصبح وحين يمسي : سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم
القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه " . وقال "
من قال حين يصبح عشر مرات لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله
الحمد وهو على كل شيء قدير كتب الله بها عشر حسنات ومحا عنه بها عشر سيئات
وكانت كعدل عشر رقاب وأجاره الله يومه من الشيطان الرجيم وإذا أمسى فمثل
ذلك حتى يصبح
وقال من قال حين يصبح لا إله إلا الله وحده لا
شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في اليوم مائة مرة كانت له
عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من
الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر
منه
وفي " المسند " وغيره أنه صلى الله عليه وسلم علم زيد بن ثابت
، وأمره أن يتعاهد به أهله في كل صباح لبيك اللهم لبيك لبيك وسعديك ،
والخير في يديك ومنك وبك وإليك اللهم ما قلت من قول أو حلفت من حلف أو نذرت
من نذر فمشيئتك بين يدي ذلك كله ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن ولا حول ولا
قوة إلا بك إنك على كل شيء قدير اللهم ما صليت من صلاة فعلى من صليت وما
لعنت من لعنة فعلى من لعنت أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني
بالصالحين اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة ذا الجلال
والإكرام فإني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا ، وأشهدك - وكفى بك شهيدا -
بأني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك لك الملك ولك الحمد وأنت على
كل شيء قدير وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك وأشهد أن وعدك حق ، ولقاءك حق ،
والساعة حق آتية لا ريب فيها ، وأنك تبعث من في القبور وأشهد أنك إن تكلني
إلى نفسي تكلني إلى ضعف وعورة وذنب وخطيئة وإني لا أثق إلا برحمتك فاغفر لي
ذنوبي كلها إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وتب علي إنك أنت التواب الرحيم
في هديه صلى الله عليه وسلم في الذكر عند لبس الثوب ونحوه
كان
صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبا سماه باسمه عمامة أو قميصا ، أو رداء
ثم يقول اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه ، أسألك خيره وخير ما صنع له وأعوذ
بك من شره وشر ما صنع له حديث صحيح .
ويذكر عنه أنه قال من لبس ثوبا فقال : " الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر الله له ما تقدم من ذنبه
وفي
" جامع الترمذي " عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : من لبس ثوبا جديدا فقال " الحمد لله الذي كساني ما
أواري به عورتي ، وأتجمل به في حياتي ، ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق فتصدق
به كان في حفظ الله وفي كنف الله وفي سبيل الله حيا وميتا
وصح عنه أنه قال لأم خالد لما ألبسها الثوب الجديد أبلي وأخلقي ، ثم أبلي وأخلقي مرتين
وفي
" سنن ابن ماجه " أنه صلى الله عليه وسلم رأى على عمر ثوبا فقال أجديد
هذا ،أم غسيل ؟ فقال بل غسيل فقال " البس جديدا ، وعش حميدا ، ومت شهيدا
في هديه صلى الله عليه وسلم عند دخوله إلى منزله
لم
يكن صلى الله عليه وسلم ليفجأ أهله بغتة يتخونهم ولكن كان يدخل على أهله
على علم منهم بدخوله وكان يسلم عليهم وكان إذا دخل بدأ بالسؤال أو سأل عنهم
وربما قال هل عندكم من غداء ؟ وربما سكت حتى يحضر بين يديه ما تيسر .
ويذكر
عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا انقلب إلى بيته الحمد لله الذي
كفاني ، وآواني ، والحمد لله الذي أطعمني وسقاني ، والحمد لله الذي من علي
فأفضل أسألك أن تجيرني من النار
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لأنس إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهلك قال الترمذي : حديث حسن صحيح .
وفي
" السنن " عنه صلى الله عليه وسلم إذا ولج الرجل بيته فليقل : اللهم إني
أسألك خير المولج وخير المخرج بسم الله ولجنا ، وعلى الله ربنا توكلنا ،
ثم ليسلم على أهله
وفيها عنه صلى الله عليه وسلم ثلاثة كلهم
ضامن على الله رجل خرج غازيا في سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يتوفاه
فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن
على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة ورجل دخل
بيته بسلام فهو ضامن على الله حديث صحيح .
وصح عنه صلى الله عليه
وسلم إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا
مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم
المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء ذكره مسلم
.
في هديه صلى الله عليه وسلم في الذكر عند دخوله الخلاء
ثبت عنه في " الصحيحين " أنه كان يقول عند دخوله الخلاء اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث .
وذكر
أحمد عنه أنه أمر من دخل الخلاء أن يقول ذلك . ويذكر عنه لا يعجز أحدكم
إذا دخل مرفقه أن يقول اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث
الشيطان الرجيم .
ويذكر عنه صلى الله عليه وسلم قال ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدكم الكنيف أن يقول بسم الله .
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن رجلا سلم عليه وهو يبول فلم يرد عليه .
وأخبر
أن الله سبحانه يمقت الحديث على الغائط فقال لا يخرج الرجلان يضربان
الغائط كاشفين عن عوراتهما يتحدثان فإن الله عز وجل يمقت على ذلك .
[ النهي عن استقبال القبلة واستدبارها ببول أو غائط ]
وقد
تقدم أنه كان لا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ببول ولا بغائط وأنه نهى عن
ذلك في حديث أبي أيوب وسلمان الفارسي ، وأبي هريرة ، ومعقل بن أبي معقل ،
وعبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي ، وجابر بن عبد الله ، وعبد الله بن
عمر رضي الله عنه وعامة هذه الأحاديث صحيحة وسائرها حسن والمعارض لها إما
معلول السند وإما ضعيف الدلالة فلا يرد صريح نهيه المستفيض عنه بذلك كحديث
عراك عن عائشة ، ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن أناسا يكرهون أن
يستقبلوا القبلة بفروجهم فقال أوقد فعلوها حولوا مقعدتي قبل القبلة رواه
الإمام أحمد .
وقال هو أحسن ما روي في الرخصة وإن كان مرسلا ، ولكن
هذا الحديث قد طعن فيه البخاري وغيره من أئمة الحديث ولم يثبتوه ولا يقتضي
كلام الإمام أحمد تثبيته ولا تحسينه قال الترمذي في كتاب " العلل الكبير "
له سألت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث فقال هذا حديث
فيه اضطراب والصحيح عندي عن عائشة من قولها انتهى .
قلت : وله علة
أخرى ، وهي انقطاعه بين عراك وعائشة ، فإنه لم يسمع منها ، وقد رواه عبد
الوهاب الثقفي عن خالد الحذاء عن رجل عن عائشة ، وله علة أخرى ، وهي ضعف
خالد بن أبي الصلت .
ومن ذلك حديث جابر : نهى رسول الله صلى الله
عليه وسلم أن تستقبل القبلة ببول فرأيته قبل أن يقبض بعام يستقبلها وهذا
الحديث استغربه الترمذي بعد تحسينه وقال الترمذي في كتاب " العلل " : سألت
محمدا يعني البخاري عن هذا الحديث فقال هذا حديث صحيح رواه غير واحد عن ابن
إسحاق ، فإن كان مراد البخاري صحته عن ابن إسحاق ، لم يدل على صحته في
نفسه وإن كان مراده صحته في نفسه فهي واقعة عين حكمها حكم حديث ابن عمر لما
رأى " رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته مستدبر الكعبة " ، وهذا
يحتمل وجوها ستة نسخ لمكان أو غيره وأن يكون بيانا ، لأن النهي ليس على
التحريم ولا سبيل إلى الجزم بواحد من هذه الوجوه على التعيين وإن كان حديث
جابر لا يحتمل الوجه الثاني منها ، فلا سبيل إلى ترك أحاديث النهي الصحيحة
الصريحة المستفيضة بهذا المحتمل .
وقول ابن عمر : إنما نهي عن ذلك
في الصحراء فهم منه لاختصاص النهي بها ، وليس بحكاية لفظ النهي وهو معارض
بفهم أبي أيوب للعموم مع سلامة قول أصحاب العموم من التناقض الذي يلزم
المفرقين بين الفضاء والبنيان فإنه يقال لهم ما حد الحاجز الذي يجوز ذلك
معه في البنيان ؟ ولا سبيل إلى ذكر حد فاصل وإن جعلوا مطلق البنيان مجوزا
لذلك لزمهم جوازه في الفضاء الذي يحول بين البائل وبينه جبل قريب أو بعيد
كنظيره في البنيان وأيضا فإن النهي تكريم لجهة القبلة وذلك لا يختلف بفضاء
ولا بنيان وليس مختصا بنفس البيت فكم من جبل وأكمة حائل بين البائل وبين
البيت بمثل ما تحول جدران البنيان وأعظم وأما جهة القبلة فلا حائل بين
البائل وبينها ، وعلى الجهة وقع النهي لا على البيت نفسه فتأمله .
[ دعاء الخروج من الخلاء ]
وكان إذا خرج من الخلاء قال غفرانك ويذكر عنه أنه كان يقول الحمد لله الذي أذهب عني الأذى ، وعافاني ذكره ابن ماجه .
في هديه صلى الله عليه وسلم في أذكار الوضوء
ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه وضع يديه في الإناء الذي فيه الماء ثم قال للصحابة توضئوا بسم الله
وثبت
عنه أنه قال لجابر رضي الله عنه ناد بوضوء " فجيء بالماء فقال " خذ يا
جابر فصب علي وقل بسم الله " قال فصببت عليه وقلت بسم الله قال فرأيت الماء
يفور من بين أصابعه
وذكر أحمد عنه من حديث أبي هريرة ، وسعيد بن
زيد ، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه
وفي أسانيدها لين .
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال من
أسبغ الوضوء ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن
محمدا عبده ورسوله فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ذكره
مسلم .
وزاد الترمذي بعد التشهد اللهم اجعلني من التوابين واجعلني
من المتطهرين وزاد الإمام أحمد : ثم رفع نظره إلى السماء وزاد ابن ماجه
مع أحمد قول ذلك ثلاث مرات .
وذكر بقي بن مخلد في " مسنده " من حديث
أبي سعيد الخدري مرفوعا من توضأ ففرغ من وضوئه ، ثم قال سبحانك اللهم
وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق وطبع عليها
بطابع ثم رفعت تحت العرش فلم يكسر إلى يوم القيامة ورواه النسائي في "
كتابه الكبير " من كلام أبي سعيد الخدري وقال النسائي : باب ما يقول بعد
فراغه من وضوئه فذكر بعض ما تقدم .
ثم ذكر بإسناد صحيح من حديث أبي
موسى الأشعري قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فتوضأ فسمعته
يقول ويدعو : اللهم اغفر لي ذنبي ، ووسع لي في داري ، وبارك لي في رزقي
فقلت يا نبي الله سمعتك تدعو بكذا وكذا ، قال " وهل تركت من شيء ؟ وقال
ابن السني : باب ما يقول بين ظهراني وضوئه . .. فذكره .
في هديه صلى الله عليه وسلم في الأذان وأذكاره
[ هديه صلى الله عليه وسلم في الأذان ]
ثبت
عنه صلى الله عليه وسلم أنه سن التأذين بترجيع وبغير ترجيع وشرع الإقامة
مثنى وفرادى ، ولكن الذي صح عنه تثنية كلمة الإقامة " قد قامت الصلاة " ولم
يصح عنه إفرادها البتة وكذلك صح عنه تكرار لفظ التكبير في أول الأذان
أربعا ، ولم يصح عنه الاقتصار على مرتين وأما حديث أمر بلال أن يشفع
الأذان ويوتر الإقامة فلا ينافي الشفع بأربع وقد صح التربيع صريحا في
حديث عبد الله بن زيد ، وعمر بن الخطاب ، وأبي محذورة ، رضي الله عنهم .
وأما
إفراد الإقامة فقد صح عن ابن عمر رضي الله عنهما استثناء كلمة الإقامة
فقال إنما كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين مرتين
والإقامة مرة مرة غير أنه يقول " قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة وفي "
صحيح البخاري " عن أنس : أمر بلال أن يشفع الأذان ، ويوتر الإقامة إلا
الإقامة وصح من حديث عبد الله بن زيد وعمر في الإقامة قد قامت الصلاة قد
قامت الصلاة
وصح من حديث أبي محذورة تثنية كلمة الإقامة مع سائر
كلمات الأذان . وكل هذه الوجوه جائزة مجزئة لا كراهة في شيء منها ، وإن كان
بعضها أفضل من بعض فالإمام أحمد أخذ بأذان بلال وإقامته والشافعي أخذ
بأذان أبي محذورة وإقامة بلال وأبو حنيفة أخذ بأذان بلال وإقامة أبي محذورة
ومالك أخذ بما رأى عليه عمل أهل المدينة من الاقتصار على التكبير في
الأذان مرتين وعلى كلمة الإقامة مرة واحدة رحمهم الله كلهم فإنهم اجتهدوا
في متابعة السنة .
[ الذكر عند الأذان وبعده ]
وأما هديه صلى الله عليه وسلم في الذكر عند الأذان وبعده فشرع لأمته منه خمسة أنواع .
أحدها
: أن يقول السامع كما يقول المؤذن إلا في لفظ " حي على الصلاة " " حي على
الفلاح " فإنه صح عنه إبدالهما ب " لا حول ولا قوة إلا بالله " ولم يجئ عنه
الجمع بينها وبين " حي على الصلاة " " حي على الفلاح " ولا الاقتصار على
الحيعلة وهديه صلى الله عليه وسلم الذي صح عنه إبدالهما بالحوقلة وهذا
مقتضى الحكمة المطابقة لحال المؤذن والسامع فإن كلمات الأذان ذكر فسن
للسامع أن يقولها ، وكلمة الحيعلة دعاء إلى الصلاة لمن سمعه فسن للسامع أن
يستعين على هذه الدعوة بكلمة الإعانة وهي " لا حول ولا قوة إلا بالله "
العلي العظيم .
الثاني : أن يقول وأنا أشهد ألا إله إلا الله ،
وأن محمدا رسول الله رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد رسولا
وأخبر أن من قال ذلك غفر له ذنبه .
الثالث أن يصلي على النبي صلى
الله عليه وسلم بعد فراغه من إجابة المؤذن وأكمل ما يصلى عليه به ويصل إليه
هي الصلاة الإبراهيمية كما علمه أمته أن يصلوا عليه فلا صلاة عليه أكمل
منها وإن تحذلق المتحذلقون .
الرابع أن يقول بعد صلاته عليه اللهم
رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه
مقاما محمودا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد هكذا جاء بهذا اللفظ "
مقاما محمودا " بلا ألف ولا لام وهكذا صح عنه صلى الله عليه وسلم .
الخامس
أن يدعو لنفسه بعد ذلك ويسأل الله من فضله فإنه يستجاب له كما في " السنن "
عنه صلى الله عليه وسلم قل كما يقولون يعني المؤذنين فإذا انتهيت فسل
تعطه
وذكر الإمام أحمد عنه صلى الله عليه وسلم من قال حين ينادي
المنادي : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة النافعة صل على محمد وارض
عنه رضى لا سخط بعده استجاب الله له دعوته
وقالت أم سلمة رضي الله
عنها : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول عند أذان المغرب
اللهم إن هذا إقبال ليلك ، وإدبار نهارك وأصوات دعاتك فاغفر لي ذكره
الترمذي .
وذكر الحاكم في " المستدرك " من حديث أبي أمامة يرفعه أنه
كان إذا سمع الأذان قال اللهم رب هذه الدعوة التامة المستجابة ،
والمستجاب لها ، دعوة الحق وكلمة التقوى ، توفني عليها وأحيني عليها ،
واجعلني من صالحي أهلها عملا يوم القيامة وذكره البيهقي من حديث ابن عمر
موقوفا عليه .
وذكر عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول عند كلمة الإقامة أقامها الله وأدامها
وفي
السنن عنه صلى الله عليه وسلم الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة "
قالوا : فما نقول يا رسول الله ؟ قال " سلوا الله العافية في الدنيا
والآخرة حديث صحيح .
وفيها عنه ساعتان يفتح الله فيهما أبواب السماء ، وقلما ترد على داع دعوته عند حضور النداء والصف في سبيل الله
وقد
تقدم هديه في أذكار الصلاة مفصلا والأذكار بعد انقضائها ، والأذكار في
العيدين والجنائز والكسوف وأنه أمر في الكسوف بالفزع إلى ذكر الله تعالى ،
وأنه كان يسبح في صلاتها قائما رافعا يديه يهلل ويكبر ويحمد ويدعو حتى حسر
عن الشمس والله أعلم .