هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العيد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فصلاة
العيد شرعها النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بها الرجال والنساء، ففي
الصحيحين من حديث أم عطية رضي الله عنها قالت: (أمرنا النبي صلى الله عليه
وسلم أن نخرج الحيّض يوم العيدين والعواتق وذوات الخدور فيشهدن جماعة
المسلمين ودعوتهم ويعتزل الحيض المصلى).
ومن هديه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصليها في المصلى كما في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
وكان يبدأ بالصلاة قبل الخطبة كما في الصحيحين من حديث ابن عمر أيضا.
وكان
يصليها ركعتين يجهر فيهما بالقراءة. يقرأ في الأولى بـ(سبح اسم ربك
الأعلى) وفي الثانية بـ(هل أتاك حديث الغاشية) كما في صحيح مسلم من حديث
النعمان بن بشير رضى الله عنهما، وفي صحيح مسلم أيضا من حديث أبي واقد
الليثي رضي الله عنه أنه قرأ في الأولى بـ (ق) وفي الثانية (اقتربت الساعة
وانشق القمر).
وكان يكبر قبل القراءة في الأولى سبعا منهن تكبيرة
الإحرام وفي الثانية ستا منهن تكبيرة الانتقال، يرفع يديه مع كل تكبيرة،
كما ثبت في سنن أبي داود من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وهو حديث
حسن، وفي مصنف ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما
موقوفا، " إنه كان يكبر في العيد سبع تكبيرات في الأولى مع تكبيرة الافتتاح
وفي الثانية ست تكبيرات مع تكبيرة الركعة".
وصح عن ابن مسعود رضي الله
عنه كما في سنن البيهقي وغيره "أنه يحمد الله ويصلي على النبي صلى الله
عليه وسلم بين كل تكبيرتين، ونحوه عند الطبراني واحتج به الإمام أحمد بن
حنبل رحمه الله.
ويسن في العيد ما يلي:
الاغتسال
فيسن
أن يغتسل قبل الخروج إلى الصلاة، وفي الموطأ أن ابن عمر رضي الله عنهما "
كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى" وإسناده صحيح.
الأكل قبل الخروج إلى الصلاة
فالسنة أن لا يخرج إلى المصلى حتى يأكل تمرات والسنة أن يأكلهن وتراً كما في البخاري من حديث أنس رضي الله عنه.
التكبير
ويبدأ
من غروب الشمس ليلة العيد إلى خروج الإمام لقوله تعالى ( ولتكملوا العدة
ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)، وقد ثبت عند الدارقطني بسند
صحيح "أن ابن عمر رضى الله عنهما كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجهر
بالتكبير حتى يأتي المصلى ويكبر حتى يأتي الإمام، وقد ورد عن أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم ألفاظ في التكبير من ذلك ما ثبت في مصنف ابن أبي شيبة
بإسناد صحيح عن ابن مسعود رضى الله عنه أنه كان يكبر أيام التشريق (الله
أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد، وفي سنن البيهقي
بإسناد صحيح أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يكبر " الله أكبر الله أكبر
الله أكبر لا إله الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد".
ويسن الجهر به في الطرقات والمساجد والبيوت.
الخروج إلى المصلى ماشياً:
من السنة أن يخرج إلى المصلى ماشياً كما ثبت في سنن الترمذي من حديث علي رضي الله عنه وهو حديث حسن بشواهده.
مخالفة الطريق:
فيسن أن يذهب إلى المصلى من طريق ويرجع من طريق آخر كما ثبت في البخاري من حديث جابر رضي الله عنه.
التجمل:
من
السنة أن يلبس أحسن الثياب في العيد كما ثبت في صحيح البخاري من حديث ابن
عمر رضي الله عنهما وفي سنن البيهقي بسند صحيح أن ابن عمر رضي الله عنهما
كان يلبس أحسن الثياب في العيدين.
التهنئة
يسن التهنئة بلفظ "
تقبل الله من ومنكم ونحوها، مما تعارف عليه الناس، فقد صح عن أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم أنهم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض " تقبل الله
منا ومنكم" قال الإمام أحمد عنه " إسناده إسناد جيد.
ولا حرج فيما يفعله الناس من تقبيل أو معانقة لأنه من العادات لا من العبادات.
التنفل بعد صلاة العيد
من
السنة أن يصلي ركعتين بعد صلاة العيد في بيته، كما ثبت في سنن ابن ماجه من
حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي قبل
العيد شيئا فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين، قال الحافظ ابن حجر إسناده حسن.
ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه أنه صلى قبل صلاة العيد شيئا لكن إن كان الصلاة في مسجد فيشرع له أن يصلي ركعتين تحية المسجد.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.