لم آتى إليك يا دنيا مخيرة
جئت دون إرادة
وعليا فرضت الاقدار
صبرت عليها وتصبرت
لكنى ألقيت جنب الجدار
أنتزعت منى قدراتى
وبنيت من حولي الاسوار
وبقيت على شاطئ مظلم
تظلنى أسود السحابات
أنظر إلى الكون
هل ضاق بى
أم أنى بقايا شبح
فتات إنسان
إليه لا يلتفت شئ
أو يلقى إليه بال
أو مومياء
لإمرأة فقدت الأمال
أخرجت للدنيا
كى أحاط بالأغلال
كى تعتقل منى الاحلام
كى أبقى رمزا للتعاسة
ومدرسة للشقاء
أبقى بعجزى
لا أدرى أين الطريق
ولا إلى أين تأخذنى قدماى
تمر السنون
والأيام تلو الأيام
لا تحقيق لأمل
ولا وصول لرجاء
لم أعد أهتم
هل من حولى إنس
أم أنى وحيدة وسط الغابات
أنتظر ساعات موتى
ولا ألقى بال
هل أدفن
أم تأكلنى الحيات
فالكل صار سواء
لم يعد هناك فرق
بين المحيا والممات
بين الضحك والبكاء
بين الراحة والشقاء
نجحتى يا دنيا أن تقتلى بداخلى الإحساس
أن تحولينى جسدا دون حياة
لا أدرى هل إعتدت الحزن
أم أنه داء ليس له شفاء
لم أملك يوما سيفا
ولم أدرب على فنون الحرب
ولكنى ألقيت بين رحاياها
دون إختيار
لم أختار من أحارب
ولم أعلم لما أخوض مناياها
ولكنى أقف صامتة
كى أتلقى الطعنات
بالله عليكى يا دنيا
أما من شقائى إكتفيتى
ومن دموع أسقطت قصرا سئمت
ومن دماء قلب مقتول إرتويت
ماذا أقول وقد أنطقت الحجر
وعلى جبينى نقشتى السقم
ولم تتركينى أحتمل الألم
فلتسيرى كما تشائين
فلم أعد بشر
منقووووول