شروط اجابة الدعاء
لا يكون الدعاء مقبولا عند الله تعالى إلا إذا توفرت فيه وفي الداعي جملة من الشروط، نذكرها فيما يلي:
1- الإخلاص فيه فلا يدعو إلا الله سبحانه،
فإن الدعاء عبادة من العبادات، بل هو من أشرف الطاعات وأفضلِ القربات، ولا
يقبل الله من ذلك إلا ما كان خالصا لوجهه الكريم، قال الله تعالى:
{وَأَنَّ ٱلْمَسَـٰجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَداً}
[الجن:18]، وقال تعالى: {فَٱدْعُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدّينَ
وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَـٰفِرُونَ} [غافر: 14]، و عن ابن عباس رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت
فاستعن بالله))
قال ابن رجب: "هذا منزع من قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ
نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5]، فإن السؤال هو دعاؤه والرغبة إليه، والدعاء هو
العبادة".
وقال: "واعلم أن سؤال الله عز وجل دون خلقه هو المتعين, لأن السؤال فيه
إظهار الذل من السائل والمسكنة والحاجة والافتقار، وفيه الاعتراف بقدرة
المسؤول على رفع هذا الضر ونيل المطلوب، وجلب المنافع ودرء المضار، [و]لا
يصلح الذل والافتقار إلا لله وحده لأنه حقيقة العبادة"
2- الصبر وعدم الاستعجال،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي))
وعنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم
أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل)). قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال:
((يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك، ويدع
الدعاء))
ومعنى يستحسر: ينقطع.
قال ابن حجر: "وفي هذا الحديث أدب من آداب الدعاء، وهو أن يلازم الطلب،
ولا ييأس من الإجابة؛ لما في ذلك من الانقياد والاستسلام وإظهار الافتقار"
وقال ابن القيم: "ومن الآفات التي تمنع أثر الدعاء أن يتعجل العبد ويستبطئ
الإجابة فيستحسر ويدع الدعاء، وهو بمنزلة من بذر بذراً أو غرس غرساً فجعل
يتعاهده ويسقيه، فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله"
3- الدعاء بالخير
، وعدم سؤال الشر أو طلب شيء غير مشروع، لما تقدم من قوله صلى الله عليه وسلم: ((يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم)).
4- حسن الظن بالله تعالى،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ادعوا
الله وأنتم موقنون بالإجابة، فإن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه))،
وعنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي
بي، وأنا معه حيث يذكرني)).