الآخلاص سر القبول
قال تعالى في أية من أخوف أيات القرأن
وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ) )
أكثر آيات القرآن تخويفا للمؤمنين وتتحدث عن فئة من
المسلمين تقوم بأعمال كجبال تهامة من حج وصدقات وقراءة
قرآن وأعمال بر كثيرة وقيام ليل ودعوة وصيام وغيرها من
الأعمال . وإذ بالله تعالى ينسف هذه الأعمال يوم القيامة فيجعلها هباء منثورا فيكون
صاحبها من المفلسين وذلك لأن عنصر (الإخلاص) كان ينقص تلك
الأعمال فكان لا يبتغى بها وجهة الله تبارك وتعالى فليس لصاحب تلك الأعمال إلا التعب والسهر والجوع
ولا خلاص يوم القيامة من العذاب والفضيحة إلا بالإخلاص
ولا قبول للعمل إلا بالإخلاص .
والله تبارك وتعالى يقول في الحديث القدسي
(الآخلاص سر من أسراري أضعة في قلب من اشاء من عبادي فلا يتطلع علية ملك فيكتبة ولا شيطان فيفسدة )
النـــيـــة
أما النية ففيها صلاح الأعمال وبخرابها خراب الأعمال.
عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
(إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى؛
فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله،
ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها،
أو امرأةٍ يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه).
رواه البخاري ومسلم وغيرها قال النووي:
أجمع المسلمون على عظم موقع هذا الحديث،
وكثرة فوائده، وصحته.
قال الشافعي وآخرون: هو ثلث الإسلام.
قال: وقال آخرون: هو ربع الإسلام. انتهى.
وهكذا ذكر الحافظ في الفتح وذكر الثلاثة الباقية منظمة وهي:
اترك الشّبهات وازْهدْ ودَعْ ... ما ليس يغنيك واعملن بنيّة
انتهى.
وإذا تأملت في هذا الحديث علمت أنها تدور عليه
جميع الأعمال التي تحتاج إلى النية،
لا كما قال الشافعي إنه يدخل في سبعين باباً من الفقه.
وعن عائشة، رضي الله عنها، قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يغزو جيش الكعبة حتى إذا كانوا ببيداء
من الارض خسف بأولهم وآخرهم؛)
فقيل: يا رسول الله كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم
من ليس منهم فقال: إنهم يبعثون على قدر نياتهم).
رواه البخاري ومسلم وغيرها.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إنما يبعث الناس على نياتهم).
رواه ابن ماجه بإسناد حسن.
"
والسلام ختام
لاتنسونا من الدعاء