مصائب قومٍ عند قومٍ فوائدُ
، هذا ما حصل في مصر، عندما فكر "محمود"، ومعه مجموعةأخرى من
عمال التراحيل في مصر، في حيلة جديدة للحصول على قوت يومهم، وهيفكرة بيع
"الطوب" للمتظاهرين.
المصريونأظهروا
مجدداً قدرتهم على التكيف مع أي حدث، حيث كشفت الاحتجاجات التيتشهدها
مصر، والتي اتخذت من ميدان التحرير مركزاً رئيسياً لها، بروز هذاالنوع
الجديد من التجارة التي لم تكن معروفة من قبل.
التجارةبدأت
تبرز مع اندلاع مظاهرات المؤيدين للرئيس مبارك، حيث انقسمت مصر إلىفريقين،
فريق صغير مؤيد للرئيس، وآخر أكبر يصر على تنحيه، يقول محمود فيحديثلـ"الوطن" السعودية،
أن الفكرة جاءته عندما وجد أن المظاهرات التي تشهدها مصر "أثرت سلباً على
حياته المعيشية".
ويضيف "يعني كنت أعمل إيه؟ عندي 5
أولاد، وكلهم لا يعملون، وكنت أعتمد على ماأكسبه يوماً بعد يوم، وفجأة
توقفت الحركة في مصر بسبب المظاهرات، ولم يكنأمامي سوى اللجوء إلى بيع الطوب".
محمود
أكد عودته إلى عمله كـ"أحد عمال التراحيل" بمجرد انتهاء الأزمة.
ولمتقف
الأمور عند محمود وتجارته، لتأتي أنشطة أخرى لجأ أصحابها إلى تغييرطبيعتها
للتأقلم مع الأحوال الجديدة، فكانت سيارات "الميكروباص" الأجرةوالذي
حول أصحابها ميدان الأوبرا إلى موقف "سرفيس" لنقل الناس من وإلىأماكن
إقامتهم، وذلك في الوقت الذي رفعوا فيه قيمة الأجرة، من ميدانالأوبرا
إلى مناطق الجيزة والهرم وفيصل من (1,5) جنيه إلى ثلاثة جنيهات.
أعجبالظواهر
التي شهدتها القاهرة، وتحديداً مع بدء عودة الحياة إلى شوارعها،تمثلت في
"بيع أعلام مصر في الميادين الكبرى"، وهي الظاهرة التي ارتبطت فيأذهان
كثيرين بالمباريات الكبرى التي كان يخوضها المنتخب المصري في بطولاتهالقارية
إضافة إلى مباريات الأندية الكبرى مثل مباريات الأهلي والزمالك،لكن ظاهرة
بيع الأعلام تحولت من مباريات الكرة إلى المشاركة في الحياةالسياسية،
حيث نزل الباعة الجائلون إلى الميادين الكبرى لبيع الأعلامالصغيرة
بما قيمته (10) جنيهات، وبيع العلم الكبير بما قيمته (15) جنيهاً .