كيف يبدأ الخلاف الزوجي وكيف ينتهي؟
يقول علماء النفس ” مهما كانت طبيعة المشاجرات الزوجية، الزوجان المحبان
اللذان يريدان أن يبقيا على حياتهم الزوجية يمكنهما حل اكبر المشاكل دون
تدخل طرف ثالث.”
ولكن هذا ليس الحال دائما في معظم البيوت، فالخلافات البسيطة تتفاقم
وتتراكم وتصبح سجلا تاريخيا يستشهد به لاحقا في أم المعارك ويمكن أن تطيح
بأقوى زواج خلال شهور قليلة.
يقول خبراء العلاقات أن أسباب الخلافات بين الازواج لا تكون واضحة في
البداية، بل ترتكز على عوامل مختلفة، مثل الحالة النفسية، المكان، الاشخاص
المتعلقين بالمشكلة، الحالة المادية. ولكن دون أدنى الشك يبقى السبب
الأساسي للمشاكل بين الأزواج هو عدم القدرة على التواصل كلاميا.
بعض الازواج يلجئون للصمت، وبعضهم الأخر يلجئ للصراخ، والتهديد والشتائم
والتكرار. وكلاهما مخطئ، فالتفاهم بين الأزواج يجب أن يتم عبر الاتفاق
المسبق على الكلام بهدوء وصراحة ودون عصبية، وعدم اللجوء إلى سلاح الصمت أو
الصراخ.
تحدث المشاكل الزوجية لاسباب خاصة بالطرفين قد لا نستطيع حصرها هنا
لأنها مسائل شخصية بالدرجة الأولى. ولكننا نستطيع أن نقول لك كيف تمنع
الوقوع في الخلاف وكيف تنهيه إذا حدث:
القاعدة الأولى: قولا لا لتدخل طرف ثالث. قد يقول البعض أن الطرف الثالث
هام في الحوار ولكننا نقول بأن الطرف الثالث يمكن أن يزيد من تعقيد
المشكلة خاصة إذا كان مقربا من أحد الطرفين. فقد يهون الأمر على طرف،
ويتعاطف مع طرف أخر وهكذا تصبح حياديته موضع شك. إذا وصلت الأمور لحد تدخل
طرف ثالث فيفضل أن يكون رجل دين، وعلم ومعرفة مثل مستشار أو اخصائي في
العلاقات.
القاعدة الثانية: تجنبا الوصول إلى مرحلة الخلاف. ويكون ذلك بامتصاص الغضب وعدم الرد بعنف على الطرف الثاني، والمناقشة بهدوء.
القاعدة الثالثة : تجنبا الحديث عن الخلافات السابقة. أن استحضار
المشاكل السابقة وأي مواقف سلبية للطرف الأخر قبل البدء في مناقشة أي خلاف
حالي لن يحل المشكلة بل سيزيدها سوءا. تخطى المراحل السابقة واهتم بالحاضر
فقط.
القاعدة الرابعة: تجنبا التركيز على الأخطاء فقط. من الشائع أن يبدأ احد
الأطراف باتهام الأخر بالقيام بالأمور بطريقة خاطئة مع التعميم بالطبع،
مما يزيد من غضب ونفور الطرف الثاني الذي يبدأ هو الأخر باستذكار اخطاء
شريكه. إذا كانت شخصيتك ستتعرض للذم في كل خلاف فالافضل أن تنفصلا لأن
الحكم على الاخطاء لوحدها فيه ظلم كبير. لا بد أن هناك ايجابيات وحسنات في
الطرف الأخر وإلا لما تزوجتما. كن واقعيا وانتقد التصرف السيئ وليس الشخص.
القاعدة الخامسة: تجنبا البراعة اللفظية والعبارات الدرامية. بلا شك هذا
السلاح تستعمله النساء أكثر ولكن للرجال كذلك نصيب، فهم يتأثرون بشخصية
الزوج المتسلط الذي يفرض كلمته بقوة وقسوة ويجبر الزوجة على الخنوع كأبطال
الأفلام القديمة. ولكن هل هذا هو الواقع؟ هل كل رجل يجب أن يكون سي السيد
وكل زوجة الحاجة أمينة.
القاعدة السادسة: ابدءا الدعم والمشاركة والمساعدة في بناء اسرتكما.
بالرغم من أنها قد تبدو كنصيحة إلا أنها طريقة وقائية لدفع الخلافات بعيدا.
فالمشاركة في المنزل والاهتمام بالعائلة ورعاية الأطفال ودفع المصاريف وما
إلى ذلك يقلل من الضغط النفسي والتوتر الذي يقع على الزوجين. تعلما
المشاركة في منزلكما ليس من باب السلطة ولكن من باب الحب والتقدير للطرف
الاخر، مثلا على الزوجة أن تتعلم المبادرة في حل الازمات المالية لزوجها-
التي تعتبر احد اهم اسباب الخلافات الزوجية – عن طريق الاقتصاد في الانفاق،
التوفير، الدعم المالي (إذا توفر). كل هذا سيقرب الزوجين من بعضهما البعض
ولا يترك مجالا للبغض والشعور بالقهر.