الأقصى على وشك الانهيار!!

الاقصى على وشك الانهيار.. متى نثور ونغضب، إذا لم يغضبنا أو يثيرنا هدم أقصانا المبارك؟!"

بهذه
الصيحة اختتمت رابطة علماء المسلمين في فلسطين بيانها الأخير الذي أطلقته
منذ يومين حول خطورة الوضع في القدس الشريف مؤكدة أن الاحتلال قد بدأ بشكل
فعلي مخطط هدم المسجد الأقصى المبارك، فبعد عمليات التهجير القسرية من
منطقة المسجد الأقصى وهدم منازل الفلسطينيين حوله ثم عمليات الاستيطان
المتواصل مرورا بتهويد المقدسات الإسلامية، إلى إحاطة المسجد الأقصى بالكنس
والمعابد الذي كان آخره كنيس الخراب!

كل ذلك على سمع وبصر من العرب واستهتار بالغ بالأمة الإسلامية بل و المجتمع الدولي بأكمله.

يأتي بيان علماء فلسطين صيحة نذير لكافة الأمة بأن لحظة هدم المسجد الأقصى قد باتت وشيكة وليفجر تساؤلات كثيرة في وجوهنا:

أحقا.. يمكن أن يهدم اليهود المسجد الأقصى؟

وهل تأكد اليهود أن الأنظمة العربية بل والإسلامية لن تملك أكثر من الشجب والاستنكار والإدانة؟

وهل
لاحظ اليهود أن الشعوب الإسلامية لا تحسن سوى إصدار البيانات و تنظيم
المظاهرات الحاشدة والمسيرات الغاضبة لتصرخ و تندد ثم تعود وقد بح صوتها
وانهدت قواها ملقية بكل اللوم واللعنة على أمريكا واليهود والحكام
والمسؤولين؟

وهل
عرف اليهود أن قادة الفكر ودعاة الإصلاح قد مزقتهم الخلافات واستغرقتهم
الجزئيات الهامشية الصغيرة على حساب قضايا الأمة الكبيرة؟

فإذا
كانت الإجابة على هذه التساؤلات بنعم، فإن الفرصة باتت مواتية لليهود بأن
يهدموا المسجد الأقصى بلا وجل.. وإنا لله وإنا إليه راجعون!

لا شك أن الأمر جلل يشي بحالة التمزق و الضعف البالغ الذي تعاني منه الأمة على كافة المستويات!

فماذا تنتظر جموع الأمة شعوبا وحكومات؟

ألم
يحن الوقت بعد، لقادة الأمة وزعمائها أن يتعاملوا مع هذه التطورات
بمسؤولية كاملة أمام شعوبهم ليعذرهم التاريخ ويرحمهم الله يوم القيامة؟!

ألا
تفرض هذه الأحداث على العلماء والدعاة والمفكرين أن يعملوا على لم شمل هذه
الأمة في مواجهة عدوها وأن يعيدوا النظر في أولوياتهم واهتماماتهم وأسباب
فرقتهم واختلافهم واستئناف دورهم بلا يأس في نشر القضية والتعريف بجذورها
التاريخية وتوسيع رقعة المدافعين عنها وإيقاظ الوعي وتصحيح المفاهيم وتكوين
الرأي العام الذي لا شك له دور لا يستهان به في توجيه الأحداث.

نحن
على يقين بأنه لن يكون هدم المسجد الأقصى بالأمر الهين، وأن الأمل في
أمتنا كبير، ولن تستمر حالة الوهن والصمت الرهيب حيال التهديدات الحقيقية
التي يتعرض لها المسجد الأقصى طويلا؟! فلا ينبغي أن يقتصر الدور على التبرع
والدعاء (على أهميتهما) فحاجة الأمة إلى تعزيز الإيجابية والثقة بالنفس
ومقاومة روح اليأس والإحباط التي تمكنت من النفوس لأن اليهود أضعف من أن
ينالوا من ثقة الأمة بنفسنا فهم كما أخبر الله عنهم " تحسبهم جميعا وقلوبهم
شتى" ولأن المسلمين لا ينقصهم عدد ولا إمكانات إنما الذي ينقصهم حقا هو
الإيمان بحقهم والخوف من الله ربهم والتمسك بوحدتهم والاعتزاز بقيمهم وصدق
الله" ولاتهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"

إن
وحدة الأمة ومعرفة عدوها الحقيقي وتوجيه كل الجهود والطاقات لهزيمته
وإسقاطه ثم العودة إلى القيم هي بداية الطريق لاستعادة الأمة عافيتها
واسترداد سابق مجدها وهي التي تمنحها القوة في مواجهة أعدائها وتنفض عنها
الوهن الذي خيم على جوانبها قرونا.

بارك الله فيك
شكرا لك

» أول جلسات التحقيق ...العادلي وقياداته يتبادلون الاتهامات حول الانهيار الأمني
» انهيارات بالمسجد الأقصى...........