كيف تنظم وقتك للدراسه؟
وتمر أيام الدراسة ولياليها- وخاصة ما قبل الامتحانات- في سهد وسهر وتفكير عميق في جزئيات الدراسة وملابساتها؛ في البيت، وفي الطريق إلى قاعة الدراسة، ثم مع الأستاذ، ومع الزملاء كذلك؛ لهذا كانت تلك السطور المضيئة؛ علَّها تنفع أبناءنا الطلاب، وتهديهم طريق النجاح والتفوق إن شاء الله تعالى.
وقد جاءت تلك السطور من منطلق ردود على تساؤلات متكررة وملحة في أذهان الطلاب وعلى ألسنتهم، يشاركهم فيها الآباء الذين يعيشون آمال أبنائهم وهمومهم كذلك من أول يوم؛ وكلهم أمل أن يكلل الله مشاركتهم فلذات أكبادهم بالنجاح الذي يضع أبناءهم في الصفوف الأولى ليحيوا حياة كريمة، ولتحيا بهم أمتهم هادية للأمم.
وقد جاءت هذه الردود من واقع توجيهات خبراء في التربية والتعليم ممن عاشوا- كثيرًا- آمال الطلاب وهمومهم لحظة بلحظة.
المذاكرة المثمرة
من الواجب على كل دارسٍ وطالبِ علمٍ أن يتعرف على فائدة ما يدرس وما يتلقاه من علم؛ وعليه أن يتمتع بطاقة حماسية لتحقيق هدفه، وأن يهيئ ذهنه لما له من تأثير فعال في قدرته على التركيز، ويجب أن نتذكر أيضًا أن كل امرئ قد ولد متمتعًا بميول معينة، فعقله ليس شاملاً كل الأهواء والميول؛ ولذلك فميول الفرد الذهنية والعقلية لها أهميتها الكبرى، ويجب على الإنسان أن يتمتع برغبة حقيقية في اكتساب معارف ومهارات جديدة، وإذا تبين المرء البواعث والأهداف فيجب عليه أن يضع في اعتباره الجوانب العملية للدراسات، ويجب أن يلم بمتطلبات المنهج الدراسي.
ولتحقيق المذاكرة الفعالة التي تقودك- بإذن الله- إلى قمة النجاح والتفوق يجب أن تمر بالمراحل الثلاث التالية:
1- القراءة الإجمالية للدرس. 2- الفهم والحفظ. 3- التسميع.
قراءة سريعة
يجب أن تبدأ مذاكرتك بقراءة الدرس قراءة عامة بصورة إجمالية وسريعة؛ للإلمام بمحتوياته وموضوعه، ويجب عليك اتباع الإرشادات التالية:
1- تقسيم الدرس إلى عناوين كبيرة رئيسية، وتقسيم كل عنوان رئيسي إلى عناوين فرعية أصغر منه وحفظها؛ لتكوين صورة إجمالية عامة عن الدرس في ذهنك وتحقيق الترابط بين أجزائه.
2- قراءة الدرس إجماليًّا، وبسرعة قبل الشروع في قراءته تفصيليًّا ودراسته بإمعان؛ وهو ما يساعد على سرعة الحفظ ويزيد القدرة على التركيز.
3- الاهتمام بدراسة الرسوم التوضيحية والمخططات والجداول التلخيصية، ومحاولة الإجابة عن بعض التدريبات العامة والأسئلة المباشرة حول الدرس.
بين الفهم والحفظ
القاعدة الذهبية لتحقيق أعلى الدرجات وأفضل النتائج في أي مادة هي:
احفظ ثم احفظ ثم احفظ، فرغم أهمية الفهم في عملية المذاكرة فإنه مهما كانت قدرتك على الفهم فلابد أن تحفظ المعلومات التي سوف تضعها في الامتحان، وكثير من الطلبة الأذكياء يرجع فشلهم إلى اعتمادهم على الفهم فقط دون الحفظ، بعكس بعض الطلبة متوسطي الذكاء الذين استطاعوا التفوق في الامتحانات معتمدين على قدرتهم الفائقة على الحفظ وقليل من الفهم حتى في أدق المواد مثل الرياضيات.
وفيما يلي إرشادات مهمة تساعدك على الحفظ الجيد للمعلومات:
1- تعرَّف على النقاط الرئيسية في الدرس وضع خطًّا تحتها وكرر قراءتها حتى تثبت في ذهنك وذاكرتك.
2- افهم القوانين والقواعد والمعادلات والنظريات… إلخ فهمًا جيدًا ثم احفظها.
3- ضع أسئلة تلخص أجزاء الدرس المختلفة، ثم أجب عنها كتابة وشفاهة.
4- قسِّم المواد الطويلة إلى وحدات متماسكة؛ حتى يسهل فهمها وحفظها كوحدة مترابطة.
5- ثق في نفسك وفى ذاكرتك واحفظ بسرعة.
التسميع
يعتقد كثير من الطلبة أن قراءة الدرس وفهمه ومحاولة حفظه تكفي، لكنه عندما يحاول إجابة أحد الأسئلة في الامتحانات فإنه يقف حائرًا ويقول: "إني أعرفها وأفهمها"؛ لكنه لا يستطيع الإجابة… ويرجع ذلك إلى إهماله لعملية التسميع وعدم إدراكه لأهميتها القصوى، وتتمثل أهمية التسميع فيما يلي:
1- التسميع يكشف لك مواضع ضعفك والأخطاء التي تقع فيها، فهو مرآة لذاكرتك.
2- هو الوسيلة القوية لتثبيت المعلومات وزيادة القدرة على تذكرها لفترة أطول.
3- أنه علاج ناجح للسَّرحَان … فالطالب الذي يذاكر دون تسميع ينسى بعد يوم واحد ما ينساه الطالب الذي يقوم بالتسميع بعد 36 يومًا.
وتختلف طرق التسميع باختلاف مادة الدراسة وطريقة كل طالب في المذاكرة؛ ولكن أفضل طرق التسميع هي التي تشبه الطريقة التي سوف تستخدمها في الامتحان، ومن أهم طرق التسميع ما يلي:
التسميع التحريري:
وذلك بكتابة النقاط الرئيسية والقوانين والقواعد والرسوم التوضيحية وبياناتها... إلخ، ويتم التأكد مما تكتبه بالرجوع إلى الكتاب، ويجب عند الكتابة للتسميع ألاَّ تهتم بتحسين الخط أو الترتيب والتنظيم، وإنما اكتب بسرعة وبخط كبير حتى تعتاد الجرأة في الكتابة والقدرة على تصحيح أخطائك.
التسميع الشفوي:
وهو أسهل وأسرع الطرق، ولتحقيق أفضل النتائج يجب ملاحظة أنه إذا كنت تسمع لنفسك، فيجب الرجوع إلى الكتاب في الأجزاء التي لا تتأكد منها.
من أجل ذاكرة قوية
اهتم علماء النفس بدراسة ظاهرة النسيان، خاصة لدى الطلاب، وحددوا بعض القواعد التي تساعد على التغلب على النسيان وتعمل على تقوية القدرة على التذكر، وأهمها:
1- تعرف على النقاط الرئيسية في الدرس وضع خطًا تحتها، وكرر قراءتها حتى تثبت في ذهنك وذاكرتك.
2- لا تذاكر وأنت مرهق، فالتعب لا يساعد على تثبيت المعلومات فتنساها بسرعة.
3- قسِّم المواد الطويلة إلى وحدات متماسكة فيسهل فهمها وحفظها كوحدة مترابطة.
4- ثق في نفسك وفي ذاكرتك واحفظ بسرعة.
أين أذاكر؟
يجب على المرء أن يهتم بالبيئة التي يدرس فيها باعتبارها عاملاً مهمًا للغاية، فبعض الناس يجيد التركيز في جو يتميز بالعزلة والهدوء التام، وبعضهم بمقدوره المذاكرة في جو يشوبه صوت خفيف؛ ولذلك عليك أن تتعرف على ما يناسبك، وحاول أن تهيئ لنفسك مكانًا منتظمًا للعمل فيه حينما يكون ذلك ممكنًا، فإذا رتبت الغرفة بحيث تستوعب كتبك وأدواتك ومعداتك واستخدمتها بشكل منتظم، فستجد بالتالي أن دخولك إلى هذه الغرفة سيعني الخصوصية والتحرر من كل ما يلهي عن الدراسة والتركيز، ويجب أن تتميز تلك الغرفة بالتهوية الجيدة والإنارة الممتازة التي تجنب العين الإجهاد والاحتواء على كل مستلزماتك وأجهزتك بحيث تكون جميعها في متناول يدك بمنتهى السهولة.
وإليك بعض ما يجب أن يتوافر وينعم به جو المذاكرة:
- الصلاة، الصلاة:
حافظ على صلاتك، وقوِّ علاقتك بالله- سبحانه- عن طريق المواظبة على الفروض وتلاوة القرآن الكريم؛ لأن التقرب إلى الله يزيد من انشراح الصدر ويقوي الذاكرة.
- البيئة الصحية:
وجودك على مكتب مُجهَّز بجميع الأدوات الأساسية للمذاكرة في غرفة جيدة التهوية والإضاءة سيجعل عملية الاستيعاب سهلة جدًّا.
- التهيئة النفسية:
هيئ نفسك للمذاكرة، ولا ترهق بدنك وفكرك خلال فترة الامتحانات، واحذر من أن تحسب ما تبقى من الوقت مقابل ما ينبغي الانتهاء من مذاكرته في ذلك الوقت؛ حتى لا تصاب بالإحباط.
- الراحة:
المذاكرة المتواصلة مرهقة للفكر والبدن، وقد تقلل من نسبة التركيز؛ لذا خذ قسطًا من الراحة كلما شعرت بالتعب.
- قسم وقتك واكتشف نفسك:
من أنجح أساليب المذاكرة هي التي تعتمد استغلال فترات الراحة في ممارسة الهوايات والمواهب الخاصة؛ لتجديد النشاط والحيوية.. فلا تنس هواياتك في خضم المذاكرة.
- لا تقلق، حسبك الله:
كن متأكدًا من عدم تقصيرك في مراجعة أي مادة، ولا تقلق كثيرًا وتردد كلمات اليأس، مثل: المادة صعبة، درجاتي لن تسرني.. فقط توكل على الله.
المراجعة الشاملة:
قبل الخلود إلى النوم استرجع- وبنظرة عين سريعة- أهم النقاط في المادة، ولا تنس تدوين النقاط المهمة في المذكرة للرجوع إليها في أي حالة طارئة.
مواصفات جدول المذاكرة
أما عن مواصفات جدول المذاكرة فتتضح فيما يلي:
- يجب أن لا يزيد عدد المواد في جدول المذاكرة في اليوم الواحد عن ثلاث مواد دراسية فقط.
- ترتيب المواد في الجدول يعتمد على ظروفك، فمثلاً مواد الفهم كالاجتماعيات ومبادئ الفلسفة ومواد الحفظ كالنصوص والقوانين العلمية، ومفردات اللغة الأجنبية يجب استذكارها بصفاء ذهني قي مكان هادئ، أما مواد الحل كالرياضيات والكيمياء فتستطيع مذكراتها في أي وقت ومكان حتى عند سماع المذياع أو وجود أحد الضيوف.
- ابدأ بمذاكرة المادة التي تتطلب منك وقتًا أقل، وانته بمذاكرة المادة التي تتطلب منك وقتًا أطول لكي تتفرغ لدراستها.
- تذكر دائما أنه ليس المهم كم الساعات التي ذاكرتها، ولكن الأهم هو كيف تذاكر؟ وماذا حققت من المذاكرة؟ وما مدى فهمك واستيعابك لما ذاكرت؟
- كن واقعيًّا عند تصميم الجدول، فلا تخصص وقتًا طويلاً جدًّا للمذاكرة؛ بل نظم وقتك بحيث يكون هناك عدة فرص للراحة، ولا تنس أن تستمتع بعطلة نهاية الأسبوع، فذلك يساعدك على تجديد نشاطك، وصفاء ذهنك.
- يفضل أن لا يزيد زمن مذاكرة المادة الواحدة عن ساعة إلا نادرًا.
- يجب تنوع مواد الدراسة عند تنظيم الجدول فليتبع دراسة اللغة الإنجليزية مثلاً دراسة مادة الرياضيات التي تختلف عنها كلية، وذلك منعا لتشابك المعلومات وتداخلها في ذهنك.
- لا يكون الجدول الدراسي نهائيا عند تصميمه، فقد تستجد بعض الأمور التي تتطلب منك وقتًا احتياطيًّا لمواجهة أي ظروف طارئة مثل الاستعداد لاختبار ما.
- ليكن الجدول سهل المنال كأن يكون ملصقًا بكراسة المذكرات الدراسية، أو ملصقًا أمامك وأنت تذاكر في غرفتك
منقول للمعرفة والمنفعة العامة